| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الثلاثاء 15/1/ 2013



بين المداهنة والقاع الذي سيحطم الجميع

عزيز العراقي

توجيهات المرجعية الكريمة في النجف التي اكدت على ضرورة معالجة الاستعصاء الحالي , والذي هو الاخطر في وضوح خطواته العملية باتجاه الانفراد بالسلطة من قبل رئيس الوزراء وقائمته دولة القانون , يعطي الغطاء الكفيل لباقي اطراف التحالف الوطني الشيعي في الدفاع عن حقها السياسي امام جماهيرها الشيعية , وبالذات امام البسطاء الذين استطاع المالكي ومن معه من خداعهم بشعارات تؤكد كونه القائد الشيعي الوحيد الذي يستطيع ادامة الحق الشيعي في ادارة الدولة . ومن بين ابرز هذه الشعارات التي لا تقل طائفية وعدائية عن الشعارات التي رفعها العلواني وحثالات البعث في الجانب السني , ما نسب للمالكي نفسه في اطلاقها قبل اشهر : من اننا جئنا لنبقى ولن يستطع احد اخذها منا بعد الآن .

الاحزاب الشيعية المنضوية تحت عباءة التحالف الوطني امام فرصة تاريخية تعيد فيها الاعتبار لكل توجهاتها الوطنية , وبرامجها السياسية التي تدعو لرفع المظلومية عن الشعب العراقي كما تدعي , من خلال الاتكاء على توجيهات المرجعية الدينية في النجف الاشرف . وما من شك ان هذه التوجيهات التي اعلنت بكل وضوح على قدسية الوحدة الوطنية , واعتبار حل البرلمان رمز هذه الوحدة خط احمر , وضرورة معالجة مظلومية باقي الاطراف وبالذات الجماهير السنية , وضرورة حل الاستعصاء الحالي من قبل قيادة الكتلة الشيعية وإيقاف التفرد من قبل المالكي ودولة القانون دون ان تسميها , يعطي الركيزة القوية – ودون وجل – لفك الارتباط مع المشروع (القومي) للنظام الايراني, الذي وجد في تغذية الطائفية الوسيلة الانجع لتقوية نفوذه في العراق , حتى لو استدعى ذلك تقسيم العراق الى اقاليم او دويلات طائفية كما طلب بعض اعضاء دولة القانون بكل وضوح في الاعلام من الكردستانية والعراقية للانفراد بإدارة مناطقهم وفض الشراكة الوطنية , واختصر العراق الى سندات ( طابو ) للكردستانية في كوردستان , والعراقية في الغربية , والشيعية في الوسط والجنوب .

رغم المؤاخذات على التيار الصدري وبالذات في السنوات الاولى بعد التغيير , الا ان زعيمه السيد مقتدى الصدر الذي يتهم من قبل القيادات الشيعية الاخرى بالمشاكسة وقلة التجربة , الوحيد الذي تمكن ان يقف بشكل واضح من دون كل القيادات الشيعية الاخرى ضد توجهات المالكي ودولة القانون في محاولاتهم المستميتة للانفراد بالسلطة , رغم الدعم الايراني الذي تكثف في السنتين الاخيرتين المالكي , وبعد ان تبلورت اكثر وحدة المصالح المشتركة بين المالكي والنظام الايراني . فالنظام الايراني يخدمه تركيز الطائفية في ادارة الدولة لضمان استمرارية تبعية العراق له , مقابل دعمه الغير محدود لاستمرار المالكي ودولة القانون في السلطة .

الكثير من المراقبين يؤكدون على ان القاعدة الجماهيرية للتيار الصدري هم من المظلومين والفقراء الشيعة , الذين يشعرون بفداحة الظلم الحكومي عليهم وعلى باقي العراقيين دون تمييز , وهذا ما ميز مواقف التيار الصدري وزعيمه عن باقي زعامات الاحزاب الشيعية الاخرى . التي ارتضت السكوت والمداهنة على المواقف التي اخذت تتصاعد للانفراد بالسلطة على حساب المصالح الجماهيرية , من ماء , وكهرباء , ومكافحة الفقر والبطالة , وشراء الذمم بالفساد واللصوصية , وإعاقة اصدار القوانين التي تهم حياة كل العراقيين , واعاقة تنفيذ كل الاتفاقيات السياسية السابقة ..الخ. ذلك السكوت الذي قد يكون بسبب تأثير سطوة النظام الايراني , او بدوافع طائفية , اوشخصية تجد في هذا السكوت عن كل ما يجري من ذبح للوجود الوطني استمرارا لما تبقى لها من نفوذ .

والسؤال : هل تتمكن زعامات الاحزاب الشيعية في هذه اللحظة التاريخية الفارقة , ان تعيد ترتيب اولوياتها في رفع راية وحدة المصلحة الوطنية المشتركة وتوقف هذا الانحدار المميت ؟ ام انها ستستمر في سكوتها ؟ وفي القاع سيتحطم الجميع .

 

free web counter