| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         السبت  14 / 12 / 2013



هل تستطيع المرجعية اصدار فتوى بتحريم استغلال الرموز الدينية ؟!

عزيز العراقي

نشرت صحيفة " المدى " يوم 14 / 12 / 2013 تحت عنوان ( المرجعية : ترفض استخدام " الرموز الدينية " في الانتخابات ) . وقال ممثل السيد السيستاني في كربلاء السيد عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الحضرة الحسينية ان :" من يجد في نفسه فرصة الوصول الى البرلمان ويمتلك القدرة والكفاءة فعليه الترشيح لانتخابات مجلس النواب " . وفي نفس الوقت اضاف السيد الكربلائي من ان :" المنافسة والدعاية محكومة بقواعد وسلوكيات مقبولة شرعا وقانونا ". ونسأل السيد الكربلائي , ونحن نعرف مثلما يعرف السيد الكربلائي ان الذي يمتلك " القدرة والكفاءة " للفوز في الانتخابات هو الذي يمتلك المال الذي استحوذ عليه عن طريق الفساد واللصوصية لكي يبذخ ويستخدم شراء الذمم في حملته الانتخابية , بالإضافة الى النفوذ الذي حصل عليه من خلال انتمائه الى احد الكتل الكبيرة , وبالذات " التحالف الوطني " الشيعي المدعوم من قبل النظام الايراني والمرجعية الكريمة التي يمثلها السيد الكربلائي سواء في الانتخابات الاولى او الثانية . والمرشح الذي يدرك هذا كيف سيقبل بالمنافسة الشريفة مع باقي العراقيين ؟! او بالدعاية المحكومة بقواعد وسلوكيات مقبولة شرعا او قانونا ؟!

ويضيف السيد الكربلائي :" ولهذا فاننا نرفض جملة وتفصيلا الدعاية التي تعتمد على التسقيط السياسي والاجتماعي واستخدام الاموال في كسب الناخبين او استخدام الرموز الدينية ". لا شك ان السيد الكربلائي والمرجعية الكريمة في النجف الاشرف يدركون قبل ان يدرك الجميع , ان هذا الكلام لن يوقف الطبقة السياسية الشيعية , وبالذات دولة القانون وحزب الدعوة والمالكي الذين يستقتلون اليوم للاستحواذ على الولاية الثالثة . ولن تستطع المرجعية الكريمة من ان تلزم سياسي الصدفة كما يسميهم البعض حتى لو اصدرت فتوى بذلك , فهؤلاء لا يمتلكون اي قدر من الإحساس بأنهم يقودون شعب ومسئولون عن حياته وأمنه وكرامته , والدليل ان المرجعية امتنعت عن لقاء اي واحد منهم خلال السنتين الاخيرتين .

الا ان المرجعية الكريمة يجب ان تمارس دورها في الدفاع عن المساحة التي تشغلها باعتبارها اهم رمز ديني في حياة اغلب العراقيين , والتي استغلت بشكل غير معقول من قبل هؤلاء السياسيين حين استجدوا تأييدها للفوز في ألانتخابات ورفضوا الانصياع لتوجيهاتها الخيرة في الممارسة العملية . ولكن هل تستطيع المرجعية ان تصدر فتوى - بدل كلام السيد الكربلائي الغير ملزم لها - بتحريم استغلال الرموز الدينية لتبعد نفسها عن النهج المدمر لهؤلاء الذين اوصلوا العراق الى ما وصل اليه , ام ان الامور ستجري على هذا المنوال ويتم فقط استبدال الوجوه الحالية بأخرى قد تكون اكثر طائفية , وبعد عشرة سنين اخرى سيظهر لنا وكيل أخر للمرجعية يوجه النقد مرة اخرى ويتم التنصل منهم , وهكذا دواليك كما يؤكد البعض .

قد يسأل البعض : هل ان المرجعية الكريمة بحاجة الى تنبيه كي تعرف اين تقف من هذه الاحداث ؟!
استغفر الله ان يكون هذا التنبيه في اطار ما يخص عمل المرجعية , ولكن ما دام الكلام في السياسة , والمرجعية الكريمة تدخلت لصالح انتخاب هؤلاء في الدورتين السابقتين , فمن حقنا على مرجعيتنا ان نطالبها بالدفاع عن حقوقنا نحن الشعب المسلوب , وتوجهنا بإيقاف هذه الكارثة التي اتخذت شكل الطائفية ورُكّبْت برأس الشيعة .
 

free web counter