| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

السبت 14/6/ 2008

 

الطرق الوطنية السالكة
 

عزيز العراقي
 
صرح السيد اسامة النجيفي الناطق باسم القائمة " العراقية " يوم 20080612 المنشور في موقع " صوت العراق " : من ان الاسبوع المقبل سيشهد الاعلان رسمياً عن الجبهة العراقية الوطنية , وان " الجبهة تضم عدداً من الاحزاب السياسية فيها حزب الفضيلة الاسلامي والتيار الصدري والقائمة العراقية والكتلة العربية للحوار ومجلس الحوار الوطني وتيار الاصلاح الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري " . واضاف ان " هذه الاطراف غير مشتركة بالحكومة وستكون جبهة معارضة داخل مجلس النواب " .
اغلب العراقيين يجمعون على ان التحالفات السياسية السابقة والتي بنت نفسها على اسس الطائفية والقومية واوجدت هيكل المحاصصة لاقتسام النفوذ خلقت المزيد من القتل والدمار والتشتت . ومن المفرح ان تدرك هذه القيادات اخطاء توجهاتها , وتعود عنها لجادة الصواب في خدمة وحدة العراق والعراقيين . و" جادة الصواب " لاتحتاج الى عبقريات فكرية وتجريب طرق جديدة , بل التجرد – حتى وان لم يكن بالكامل – عن الطائفية والقومية والمصالح الحزبية والشخصية . لاان يتم البحث في ايجاد اتفاقات جديدة تبغي المحافظة على ذات الدوافع وتزيد من جنون النوازع الشخصية كما يرى البعض , والا ما الذي يجمع بين علاوي والجعفري والمطلك والعليان و الصدر؟! ودع عنك الآخرين. يقول احد الساخرين : ان هذا التجمع سيفشل . وسؤل : لماذا ؟ اجاب : ليس بينهم حكم يفصل عندما يشب الصراع بين الديكة .
لا توجد شواهد يمكن الاعتماد عليها في تأمين القناعة بالتغير نحو الاحسن . وبالعكس فعلاوي المسؤول عن تمزيق وحدة القائمة " العراقية " وهي المعوّل عليها سابقاً للنهوض بالعراق الديمقراطي الحقيقي وتجاوز الطروحات الطائفية والقومية للقوائم الاخرى , بعد ان اعتمد الاسلوب الفردي في ادارتها وتنكر لتطبيق برنامجها السياسي , وبدل البرنامج اصبح الهدف العودة لرئاسة الوزراء باي ثمن . والجعفري سلك طريق تشكيل حزب جديد بعد ان فشل امام المالكي بالمحافظة على المركز الاول في حزبه " الدعوة " , مما دفع الحزب لطرده من بين صفوفه , وهو يسعى مثل علاوي للعودة الى ذات المنصب . والآخرين ليسوا افضل من هؤلاء سواء في دوافعهم السياسية لاسقاط حكومة المالكي , اوالشخصية لغرض الحصول على اكبر عدد من المناصب كما يعرفهم كل العراقيين .
وعن اهداف هذه الجبهة ذكر النجيفي , ان هذه الكتل " اتفقت على الدفاع عن المشروع الوطني وقررت الابتعاد عن الطائفية والاقتراب من المشروع الوطني , اضافة الى محاولتها نيل السيادة من خلال خروج الاحتلال وارجاع هوية العراق العربية والاسلامية " . المشروع الوطني ليس رفع شعارات فقط , وما قامت به الحكومة العراقية برئاسة المالكي في مكافحة المليشيات والعصابات الخارجة على القانون ,  ودفاعها عن الحقوق العراقية امام مايريده الامريكان والنظام الايراني , خطوات حقيقية للنهوض بالمشروع الوطني  . وعلى العراقيين كلهم ان يدعموا الحكومة ليس لهذه الخطوات فقط , بل للسير في الخطوات الاخرى , مثل مكافحة الفساد والاسراع بانجاز الخدمات ,  واشعار الجماهير المنكوبة بالمردود الايجابي السريع لخطوات بناء المشروع الوطني .
القيادات السياسية العراقية امام مفترق طرق تاريخي يدعوها لتنقية نهوض التوجهات الوطنية مما علق بهامن ترسبات طائفية ,  ومن تعصب قومي رافق تثبيت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي , وانقاذ هذه التوجهات من تأثيرات تسلل النظام الطائفي الايراني لمراكز النفوذ في ادارة العملية السياسية والحكومية . القيادات السياسية العراقية امام امتحان حقيقي لعراقيتها ,  وتوحيد جهودها في صياغة الموقف الوطني الحقيقي امام التوجهات الامريكية التي تبغي مصادرة الارادة العراقية بشتى الطرق . وبدون وحدة الموقف الوطني العراقي لن تتمكن الحكومة او البرلمان وباقي مؤسسات الدولة من الحفاظ على وحدةالمصالح العراقية , وهي التي ستكشف حقيقة التوجهات للاحزاب العراقية .





 

free web counter