| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأربعاء  13 / 8 / 2014



من تداعيات ازاحة المالكي

عزيز العراقي

الرفض للإجماع الوطني الذي قاده المالكي , والذي كاد ان يصبح تمردا . اعاد تنامي عدة قناعات على ارض الواقع , والتي كثيرا ما نادى بها الديمقراطيون واليساريون , وأبرزها , ان الارادة الحقيقية للعراقيين بعيدا عن التدخلات الخارجية هي العنصر الاهم في اتخاذ القرار الوطني الصائب . وإزاحة المالكي عن رئاسة الوزراء خير دليل على ذلك . ولعل دعوة الشيوعيين في وقت مبكر لعقد مؤتمر وطني يحدد اولويات حاجة النهوض بالعراق , لكان الطريق الاسلم لتجاوز الانحدار الذي سقطنا فيه لو صفت النيات . ولا تزال الحاجة ماسة لعقد هذا المؤتمر , لا بل اكثر مواتية للنجاح ونحن نعيش في ظل الزخم الوطني الذي خلقه صراع استبدال المالكي سواء على المستوى الشعبي او الحزبي , ومهد الارضية – ولو بالحد الادنى – لتفاهمات وتنازلات متبادلة بين الاطراف السياسية العراقية . ومثلما وحد صدام جميع العراقيين ضده , اعاد المالكي توحيد العراقيين ضده ايضا , وزخم هذا التوحد اضافة للتأييد الدولي والإقليمي هو الذي منع المالكي من ( فتح ابواب جهنم )التي هدد بها عند تكليف غيره بتشكيل الوزارة , حتى وان كان من قيادي حزبه وقائمته , ولو حدث العكس لكان مصيره ومصير جوقته القفص الذي حوكم به صدام وجوقته وليس غيره .

رفض المالكي وقائمته للإجماع الوطني في ازاحته وتكليف العبادي , اثار الكثير من الاسئلة لدى العراقيين , وبالذات عند الجماهير الشيعية التي وجدت في تسابق القيادات السياسية الشيعية باتجاه المرجعية الدينية في النجف الاشرف في فترة الانتخابات , وادعاء هذه القيادات بأنها تخوض الانتخابات استجابة للتفويض الشرعي , وجعلت من المرجعية " ولي الفقيه " الذي لا يكسر كلامه وبنسخة عراقية . الا انها رفضت توجيه المرجعية الداعي لإيجاد حكومة تحظى بالتوافق الوطني . وليس من الغريب ان بعض الاحزاب الشيعية المنضوية تحت مظلة المالكي ودولة القانون طيلة هذه السنوات, وتعرف اكثر من غيرها الخروقات التي ارتكبت بخرق مواد الدستور او مع باقي الاطراف السياسية , وسكتت عنها استجابة لمصلحتها , وجدت في دعوة المرجعية لتبديل المالكي, الغطاء (الشرعي) كما تدعي لترك المالكي , بعد ان وجدت سفينته آخذت في الغرق , تسترا على جبنها وانتهازيتها .

من جانب آخر كشف المالكي كذب ادعاء النظام الايراني كونه يمتلك السطوة المطلقة على القرار الشيعي العراقي , وان مجموع الاحزاب الشيعية العراقية لا تمتلك القدرة على مخالفة توجهاته . ان الحيرة التي وقع فيها النظام الايراني نتيجة اصراره على الوحدة ( الطائفية ) للقائمة الشيعية بعيدا عن الضرورات الوطنية لأحزابها , جعله يمسك العصا من الوسط , فقدم ثبتها مع المالكي والأخرى مع معارضيه , وموقف منظمة بدر برئاسة هادي العامري , وهي منظمة ايرانية بامتياز تكشف هشاشة وانتهازية الموقف الايراني , وقد بقي العامري في الوسط , ومال لتغيير المالكي بعد ان تأكد من ازاحته وتكليف العبادي .

 

free web counter