| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي

 

 

 

السبت 13/10/ 2007



الفواتير الطائفية وضرورة تجنب دفعها

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

يراود الكثير من المسؤولين العراقيين الأمل في عدم اندلاع حرب امريكية ايرانية , والخوف من ان يكون العراق ساحتها الرئيسية في حالة اندلاعها , وما ستتركه من مآسي جديدة على الشعب العراقي المنكوب اصلاً.
ولاشك ان هذا الأمل والخوف مشروعان للحفاظ على الدماء العراقية الجديدة التي ستسفك , وبدل هذا الترقب والأنتظار الى ان تحل الكارثة , لتتوجه جهود هؤلاء المسؤولين للعمل على ايقاف تورط البعض من القوى العراقية المشتركة في العملية السياسية , والمشاركة في قيادة السلطة , من التورط أكثر لمصلحةالجانب الايراني , وهذا التورط هو الذي سيكلف العراقيين الأثمان الباهضة الجديدة .

ان المواجهة بين المشروع القومي الايراني والأمبراطوري الامريكي شر لابد من وقوعه , مهما قيل ويقال حول ارجحية عدم المواجهة , لأن بقاء اي المشروعين رهين بزوال الآخر . والمرء لايحتاج الى ذكاء لمعرفة النتائج المترتبة على حسم هذا الصراع , بين نظام طائفي متخلف ومتهور , ويدعي امتلاك القوة , وفي نفس الوقت يستجدي ضرب وتدمير المؤسسات الخدمية للشعب الايراني في محاولة لأعادة الثقة به , واثارة "النخوة الوطنية" لدى الشعوب الايرانية بعد ان فقدت هذه الثقة نتيجة التضييق على الحريات , ومصادرة القرار السياسي لصالح الحرس الثوري فقط , والتدهور الأقتصادي وارتفاع الاسعار , والآثار السلبية العميقة التي تركتها العقوبات الدولية , وانتشار الفساد الاداري, والأدمان على المخدرات , وغيرها من السلبيات . اضافة لعداء دول الأقليم والخوف من توجهات النظام الطائفية , وكذلك النبذ العالمي للنظام , والذي توج بسلسلة العقوبات المتصاعدة .

مثل هكذا نظام يعتقد اتباعه الطائفيون في العراق , بأنه سينتصر على مشروع امبراطوري لايزال في دور الصعود , بعد ان انتصر على اعدائه التقليديين الأقوياء " منظومة الدول الأشتراكية" , وحسم اغلب الصراعات الجانبية مع الدول الرأسمالية الأخرى , ليتوج على رأس النظام العالمي الجديد , ويتربع على اكبر قاعدة تكنولوجية عسكرية متطورة , تجهل حتى الدول الرأسمالية الحليفة امكانياتها التدميرية .

ان قيادات النظام الايراني تحاول جاهدة ان تطمئن اتباعها في العراق , بأن الامريكان لايستطيعون مهاجمة ايران , لتورطهم في " المستنقع العراقي" , والأدارة الامريكية " تخاف" من ردود الفعل العنيفة للجمهورية الأسلامية في ايران . هذه الردود المتنوعة من سد مضيق "هرمز" وقطع امدادات نفط الخليج علىالعالم الغربي , وتحريك "حزب الله" في لبنان , و"حماس" في غزة , والأهم ان النظام الايراني سيلقن الجنود الامريكان درساً سيكون اصعب من الدرس الفيتنامي , وذلك عن طريق الأحزاب الشيعية العراقية التي اشرف على تكوينها , ومول مليشياتها بالتدريب والسلاح والاموال .

ورغم استحالة عدم المواجهة , نفترض ان الادارة الامريكية توصلت لأتفاق مع النظام الايراني , وتمت المساومة لمنح النظام الايراني النفوذ السياسي على العراق مقابل انفراد الامريكان بالنفط , كما يروج دعاة عدم المواجهة . فهل هذا في صالح العراق ؟! لقد تخلص الشعب العراقي من النظام البعثي الدموي بعد اكثر من ثلاثة عقود , ودفع خسارات لم يتحملها اي شعب آخر , فهل من المعقول ان يدفع الى حفرة سوداء اكثر ظلامية من النظام البعثي , ولفترة لايعرفها الا الله . وهل سيقبل الشعب العراقي بذلك ؟

ان الخسائر التي سيتكبدها العراقيون من تصفية الحساب بين الطرفين أهون بكثير من المآسي التي ستلحق بالعراق لو تم الاتفاق بينهم , ومن مصلحة العراقيين ان تكسر شوكت النظام الايراني , ولا امان للعراق ما دام النظام الايراني بهذا العنفوان القومي . وكان الأجدى بالحكومة العراقية – لواخذت المصلحة الوطنية على محمل الجد – ان تفرز الموالين لايران , وتتعاون مع باقي الاطراف لأقناعهم بالتوقف فوراً عن هذا النشاط المدمر لهم ولكل العراقيين , حتى لو اقتضت الضرورة استعمال القوة . ولكن , من اين تأتي للحكومة بهذا الحزم والوضوح , والمالكي لايزال يتعكز في موازنة رئاسته لمجلس الوزراء على ادوات النظام الايراني بالذات . وهنا تجدر الاشارة الى ان البعض لايزال يعتقد بضرورة دعم النظام الاسلامي في ايران , ولايميز بين الطموحات القومية الايرانية التي لبست الثياب الطائفية , وبين الحقوق المشروعة للشيعة العراقيين .
 


 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس