| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الجمعة 13/7/ 2012



العراق ووهم الكفالة الأمريكية

عزيز العراقي

يهلل البعض من القوميين العرب ومن حثالات النظام المقبور للخلافات التي ظهرت على السطح بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم الاتحاد الوطني بزعامة الطلباني والديمقراطي بزعامة البرزاني . وفي شماتة تجري السخرية بالاتفاق ( الستراتيجي ) بين الطرفين , وكان الخلاف مخالف او لا ينشئ بين طرفين في حالة وجود اتفاقية ستراتيجية . وليس غريبا أيضا أن تدخل بعض القيادات الشيعية المتنفذة وخلفها النظام الإيراني على خط الخلافات بين الحزبين على أمل تفتيت وحدة الموقف المعارض لتوجهات المالكي , والقائمة الكردستانية هي حجر الزاوية في هذه المعارضة . والاهم بالنسبة للإيرانيين هو إفشال التجربة الفيدرالية حتى ولو عن طريق إشعال حرب كردية كردية بين الحزبين كما جرى في تسعينات القرن الماضي , او بين الحكومة المركزية والإقليم إذا تهيئة الظروف لذلك .

النظام الإيراني يدرك جيدا , ومثلما أكد موقع احمدي نجاد عل الانترنيت والمنشور في صحيفة " الشرق الأوسط " أول أمس : ان نجاح فيدرالية إقليم كردستان العراق سيدفع بالمجاميع القومية الرئيسية في إيران للمطالبة بحقوق اكبر . وهو العامل الأخطر على تفكك إيران الذي تعمل عليه أميركا والغرب , وتشديد العقوبات على إيران تأتي أهميته في هذا الاتجاه أكثر من أهمية الحيلولة في حصول إيران على القنبلة النووية كما يطبل له في الإعلام . بالعكس محاولة إيران في الحصول على السلاح النووي هو الذي خدم الأمريكان في بيع اغلب أسلحتهم الستوك الى دول الخليج وبمبالغ خيالية فاقت جميع مبيعاتهم خلال الحرب الباردة .

الجماهير الكردستانية والعراقية عموما كانت تأمل من قيادتي الاتحاد الوطني والديمقراطي ان تتمكنا من النهوض بوحدة الموقف الكردي بعد إزاحة صدام . باعتبار ان فيدرالية الإقليم هو البناء السياسي الواقعي الوحيد الذي كان بامكانه توجيه توجهات العملية السياسية لو قيض له قيادات تضع المصلحة الكردستانية والوطنية قبل اية مصلحة أخرى سواء كانت شخصية او حزبية . وبدل الحفاظ على كردية الفيدرالية وتطويرها لآفاق أوسع تنهض بالحلم القومي لجميع الأكراد , تركت كأسيرة في سوق النخاسة الطائفية , قلبتها اغلب القيادات ونواب الأحزاب الدينية وأخذتها ك( ملك اليمين ) , وحولتها الى وسيلة لإعاقة بناء النظام السياسي وإعاقة بناء مؤسسات الدولة .

يتزامن التلويح من قبل المالكي كما هو منشور في صحيفة " الشرق الاوسط " اليوم 13 / 7 /2012 بتسليم ميزانية الإقليم للاتحاد الوطني بدل تسليمها لحكومة الإقليم برئاسة نجيرفان البرزاني , مع دعوة النظام الإيراني للاتحاد الوطني وكتلة التغيير التي انشقت عن الاتحاد الوطني ومركزها السليمانية أيضا للقاء في طهران لتوحيد موقفيهما , تصبان في خانة التوجهات لإفشال وإنهاء تجربة الإقليم . رغم ان البعض من المراقبين يؤكدون على عدم إمكانية انزلاق قيادتي الاتحاد الوطني والتغيير الى هذا المنزلق الخطير , الذي سيجهض الحلم الكردي والعراقي الذي لا يزال يأمل بنظام ديمقراطي .

تجربة الإقليم وكما هو معروف مكفولة من قبل الأمريكان , منذ بداية تحريم الطيران فوق الإقليم على قوات صدام وانسحاب الإدارة الحكومية من مدن الإقليم في بداية التسعينات , وهي نفس الكفالة التي منعت تركيا وإيران من إجهاض إقرارالفيدرالية في الدستور العراقي بعد إزاحة صدام . والسؤال هو : الى متى الاعتماد على هذه الكفالة ؟! وماذا ستفعل هذه الكفالة اذا خلطت الأوراق وأوجدت أسباب لاقتتال كردي كردي او بين الحكومة المركزية والإقليم ؟! وباسم الدفاع عن الأكراد . العراقيون الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مصالح القيادات سيدفعون الثمن لغاية ما يجري إعادة تفعيل الكفالة الأمريكية , هذا اذا فعّلت .




 




 

 

free web counter