| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 13/12/ 2007



ألاندفاع في مشاريع الفشل

عزيز العراقي

تحت عنوان احزاب عراقية تحذر من " الفاشية الدينية " , وتطالب بوش بوقف الدعم لحكومة المالكي .. و" تدخل ايران " , نشرت صحيفة " الحياة " يوم 20071212 مقاطع من رسالة " لجنة التنسيق بين القوى الوطنية " , وتضم اطراف بعضها من بقايا البعث , وآخر من السنة التكفيريين . وحضت الرسالة على اجراء انتخابات مبكرة " لعرض الارادة الحقيقية لغالبية ابناء شعبنا بحيث اذا فقدت المليشيات وفرق الموت التي تحكم بلدنا اليوم حرية عملها فلن تنال الاحزاب الموالية لايران اي دعم يذكر في انتخابات نزيهة تحت رقابة دولية " . ومن ابرز الموقعين عليها الدكتور اياد علاوي رئيس القائمة " العراقية " .

كان يُعوّل الكثير على تشكيل القائمة " العراقية " للنهوض بالمشروع الوطني العراقي , لكونها الوحيدة من بين القوائم الانتخابية التي قدمت برنامج سياسي وطني عام وخارج الاطر الطائفية والقومية . الا ان الرغبات الجماهيرية التي خرجت لتوها من آتون الحكم الفاشي , وجدت في التعبير الطائفي والقومي متنفساً لتفريغ الموجة العالية من كبتها الذي استمر عدة عقود . وبغض النظر عن استغلال فتاوي المرجعية في النجف الاشرف لصالح قائمة " الائتلاف " , واستخدام الاساليب العنفية التي وصلت لسقوط شهداء وحرق مقرات لأحزاب منافسة من قبل المليشيات الموالية للاحزاب الطائفية والقومية , كان المزاج الجماهيري في صالح القوائم والاحزاب الفائزة . وقد ادركت القوى الديمقراطية واليسارية المنضوية تحت اسم القائمة " العراقية " هذه الحقيقة , واعادة ترميم مشاعر الانتماء الوطني العام ليست بالشئ الهين , ولا هو متعلق فقط برغبة وعمل الاحزاب السياسية . وفي نفس الوقت حذر حلفاء علاوي من الشيوعيين والديمقراطيين من الانجرار وراء اساليب خارج اطار العملية السياسية للتعويض عن الخسارة البينة للقوى الديمقراطية . الا ان الدكتور اياد علاوي ونتيجة رغبته الجامحة في العودة لمنصب رئيس الوزراء اخذ مساراً آخر , وهو الألتجاء الى دول الجوار العربي مستغلاً صعوبات المرحلة الانتقالية من جهة , ومن جهة اخرى استغلال الممارسات الطائفية ( الشيعية ) وبالذات الموالية لطهران , والممارسات القومية ( الكردية ) الداعية لأظهار خطوات انفصالية . الا ان محاولاته ومحاولات حلفائه ( الجدد ) في هذا المسعى والذين يشتركون معه في نفس الاهداف من بعثيين وسنة تكفيريين ومتضررين من ازاحة النظام الصدامي باءت جميعها بالفشل . وادركوا جميعاً ان الالتجاء الى الامريكان اهم من الالتجاء الى العربان , واهم من العملية السياسية ذاتها .

ورغم مشروعية بعض المخاوف المطروحة في الرسالة , نفترض ان الامريكان استجابوا في اقامت انتخابات جديدة – وهذا في امكانهم وطرق الاخراج كثيرة – فما الذي يستطيع ان يحققه هذا التحالف ؟! في رغباته المكشوفة للأستحواذ على السلطة , ومن سينسى سلسلة الجرائم التي لايمكن وصف بشاعتها سواء في العهد الصدامي او في عهد الاحتلال ؟! وتريدون اليوم التذكيربجرائم المليشيات الشيعية فقط ؟! ما الذي يستطيع ان يحققه علاوي , وهو الذي فقد ثقة حتى البعثيين حينما حاول استيراث حزب البعث , والانتخابات كانت الدرس الذي لايمكن ان يدركه علاوي . ففي الانتخابات الاولى حصل لوحده على اكثر من اربعين صوتاً لأنهم لم يدخلوا الانتخابات , وفي الثانية ومعه اصطف العلمانيين واليساريين ولم يحصلوا الا على خمسة وعشرين صوتاً , لأن البعثيين دخلوا الانتخابات عن طريق جبهتي " التوافق " و" الحوار" . ومن جهة اخرى فقد علاوي المكانة التي كان يتمتع بها بين القوى اليسارية والعلمانية لخروجه على ثوابت المشروع الوطني .

يقول البعض ان المشروع الوطني العراقي تعرض لخسارتين كبيرتين , الاولى عندما توجهت القيادة القومية الكردية للتحالف مع القوى الطائفية الشيعية , واداروا ظهرهم لحلفاء القضية الكردية الطبيعيين من الشيوعيين والديمقراطيين , والثانية في تفسخ القائمة " العراقية " , حيث يعاد تشكيل هيكلية المشروع الوطني الى المربع الاول , والأهم الخسارة التي شعرت بها الجماهير المتطلعة لبنائه .
ان روحية المقامر لم تسيطر على اياد علاوي فقط , بل رافقت اغلب القيادات السياسية العراقية , وبالذات صاحبة القرار والتي امتلكت الفوز الانتخابي ( الجوكر ) , واعتقدت انها ربحت اللعبة بالكامل . ومالك صالة القمار الامريكي دعاهم عدة مرات للعب النظيف فيما بينهم اولاً , وثانياً وهو الاهم الألتزام الكامل بتعليمات مدير الصالة , وكان آخرها تهديدات نغروبونتي في زيارته الاخيرة لبغداد والتي قال فيها : عليكم انجاز المصالحة الوطنية , واقرار قوانين النفط والغاز , وتعديل الدستور . والا سنقلب الطاولة على رؤوسكم جميعاً ونعيد العنف الى سابق عهده , ويبدوانكم لم تتعضوا من جرائم صدام , ولا من السنوات التي اعقبته .

 




 

free web counter