| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

عزيز العراقي

 

الثلاثاء 13/11/ 2007

 

لكي لا نظلم قياداتنا الوطنية

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

" السفير فوق العادة " لديه صلاحيات أكبر من السفير الأعتيادي , وقد تكون صلاحيات وزير , ويغطي في بعض الأحيان مساحة عمل أكثر من دولة واحدة . والسيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الأسلامي العراقي أعلن يوم 11 / 11 / 2007 , وكما منشور في صحيفة " الشرق الاوسط " : " ان لديه معلومات تفيد بأن الجيش الأمريكي سيفرج عن أسرى ايرانيين آخرين اعتقلوا في العراق غداة الافراج عن تسعة منهم " واضاف سماحته ان " سفير الولايات المتحدة في بغداد ( ريان كروكر ) اعطاني ضمانات في هذا الصدد , ان الاتصالات والجهود الرامية الى الافراج عن الدبلوماسيين (الايرانيين ) مع ايرانيين آخرين متواصلة " . هذا الأعلان من السيد الحكيم في معالجة قضية ( أسرى ايرانيين عند الامريكان ) توحي بصلاحيات سفير فوق العادة , ولكن لانعرف هل هو لدى ايران ويمارس صلاحياته الأعتيادية , أم لدى العراق ويتدخل لأن الأسر وقع في الأراضي العراقية ؟

العراقيون الذين لايعرفون السيد عبد العزيز الحكيم كثيراً ما يتهمونه بأنه موالي لايران , ويستندون في ذلك عندما تولى رئاسة"مجلس الحكم" في دورته الشهرية , وطلب تعويض ايران مئة مليار دولار تعويضاً لأضرار الحرب التي شنها صدام على ايران , ويحملونه ايضاً أغلب أخفاقات وفشل قائمة " الائتلاف العراقي الموحد " لكونه رئيسها , ولعل أكبر اتهام هو تحمل وزر الدم العراقي الذي سفك على يد المليشيات الشيعية التي تموضعت في اجهزة وزارة الداخلية , عندما أتفق رئيس الوزراء في وقتها الدكتور ابراهيم الجعفري مع وزير داخليته بيان جبر وهم من " الائتلاف " - والأخير الساعد الأيمن للسيد الحكيم – بضم هذه المليشيات الى قوات وزارة الداخلية , وكان احد نتائجها الكارثية استمرار الفلتان الأمني واستمرار جريان الدم العراقي لحد الآن .

لقد أثار التصريح الأخير للسيد الحكيم العراقيين المكتوين بنار المليشيات الشيعية , وبالذات أهالي الضحايا التي قضت نحبها ب( الدريل) الوسيلة الأكثر تميز في القتل لهذه المليشيات , وتتساءل ام احد الضحايا في هذا السجن المجاور لبيت السيد الحكيم في الكرادة , والذي كشفته القوات الامريكية , عن " نتائج التحقيق التي وعدونا بها , ام لم يسمع بها الحكيم وهي بجوار بيته ؟ وقد مضى عليها اكثر من سنتين ؟ كيف سمع بأحد عشر ايرانياً ولم يسمع بمئات العراقيين ؟" .

اللوعة كبيرة , والعتب تحول الى اتهام , والجرائم لايمكن التهرب من مسؤوليتها . وكلمة انصاف بحق السيد عبد العزيز الحكيم يجب ان تقال للذين لايعرفونه جيداً , فالسيد الحكيم قضى نصف عمره في ايران وهي الفترة الأخصب والأنضج من عمره الذي رافق تاريخ تشكيل " المجلس الأعلى " وتطوره , ولا عيب ان تكون ايران بلده الثاني , ولولا ايران لما تمكنت عائلة الحكيم ولا السيد عبد العزيز الحكيم بالذات ان يكونوا بهذا الحجم من الوجود ولا بهذه السلطة , وقد اصبح احد الطرفين الرئيسيين في الأستقطاب السياسي الشيعي وينافس بيت الصدريين , وهذا أهم سبب لأثارة السيد مقتدى الصدر من بيت الحكيم , حيث يعتبرهم دون عائلة الصدر في عراقته الدينية وفي تاريخهم السياسي , كون بيت الحكيم مصدر قوتهم ايران . هذا الوضع هو الذي خلق للسيد عبد العزيز الحكيم ولائين وطنيين لايران والعراق , وضمير قلق لكثرة مايراقب توازن العطاء بين الأثنين .

ومثلما هو معروف فأن الولاء لايران اقوى من شقيقه الولاء للعراق , رغم ان الولاء للعراق اكبر سناً , الا ان النظام والدولة في ايران هي التي تمنح القوة للولاء , ولذلك تكون استجابة السيد عبد العزيز الحكيم للولاء القوى على حساب الاضعف مفهومة , وتجربة استشهاد شقيقه السيد محمد باقر الحكيم لاتزال ماثلة للعيان , حيث اتهم بأغتياله النظام الايراني كما يقول بعض الشيعة , لأن الشهيد اخذ يعبر عن وطنيته العراقية في سنواته الأخيرة بشكل واضح . ان الكثير من " ابناء الحرام " من العراقيين يشبهونهم ببيت (خيرالله طلفاح) وابنه السيد عمار ب(عدي) الحكيم , لآنهم اشتروا الكثير من العقارات في الكرادة وكربلاء والنجف والشامية ومناطق أخرى , وقد فات هؤلاء ان هذا الشراء من قبل السيد عبد العزيز الحكيم ونجله هو لتقوية مركزه وتشبثه بالأرض العراقية الطاهرة , بأنتظار ان يتحسن الوضع ويقف العراق على رجليه , وعندها سيتمكن من اعلان ولائه الناصع للعراق , ويعوض هذا الولاء العراقي الحبيب عن سنوات حرمانه الكثيرة , والتي لاتزال تفرض عليه المطالبة بتطبيق اتفاقية الجزائر المشؤومة والملغات من قبل النظام السابق المطمور , او الأستمرار في المطالبة بأقامة اقليم الوسط والجنوب الشيعي , وغيرها من المهام التي لاتدركها العوام , كان الله في عونك ياعبد العزيز الحكيم .
 


 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس