| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 12/12/ 2011



لا بديل عن المؤتمر الوطني لإنقاذ العراق

عزيز العراقي

الدعوة الى عقد مؤتمر وطني للقوى التي شاركت في العملية السياسية التي أطلقها الحزب الشيوعي , تكاد ان تكون الطريق الوحيد والأسلم لتدارك الانزلاق الى صراعات لا يعرف نتائجها إلا الله سبحانه وتعالى . والجميع يدرك صواب هذا التوجه لانتشال حالة التمزق التي تتحكم بالقيادات المتنفذة في العملية السياسية , وفي مقدمتهم قيادتي التحالف الوطني والقائمة العراقية ( المالكي وعلاوي ) . وليس غريبا ان يصدر أياد علاوي في الأيام الأخيرة دعوة للمصالحة مع رئيس الوزراء نوري المالكي , كخطوة استباقية لتفادي توسع المطالبة بعقد المؤتمر الوطني بعد ازدياد الشعور بالمخاطر مع اقتراب إكتمال الانسحاب الأمريكي . ومن جهة أخرى مقايضة جديدة تأمل ان تحصل من خلالها العراقية على توسيع نفوذها , باعتبار ان الكسب لا يحصل من الغريم الا في أوقات ألازمات , و ( الانسحاب ) الأمريكي أزمة ألازمات . وقد فات السيد علاوي زيارة رئيس الوزراء السيد المالكي الى واشنطن هذه الأيام , وإعلان وزير أمنه القومي الفياض عند استراحتهم في لندن , من ان المالكي سيوقع على اتفاقية أمنية استخباراتية مع الحكومة الأمريكية . ويرى البعض انها ستكون أكثر جذرية في تعميق نفوذ الامريكان من التي انتهت وتم سحب الجيش بموجبها .

المجلس الاعلى سبق وان دعا الى طاولة مستديرة لكافة الأطراف الوطنية المشاركة بالعملية السياسية , لمناقشة تردي الوضع العراقي وكيفية النهوض به . والدعوتان تصبان في مجرى واحد وهو إنقاذ العراق والعراقيين , الا ان الطاولة المستديرة سيكون حجمها المناقشة والخروج بنتائج تتفق عليها الأطراف المشاركة في صياغتها , والإلزام بتنفيذ قراراتها ليس بدرجة إلزام تنفيذ قرار المؤتمر الوطني , حيث سيكون التملص من قرار المؤتمر أصعب بكثير من اتفاقات الطاولة المستديرة , وعدم تنفيذه يدخل في خانة الخيانة الوطنية . وليس غريبا أيضا ان لا يتم استقبال وفد الحزب الشيوعي الذي يحمل مشروع المؤتمر الوطني من قبل الأطراف المتنفذة والمستفيدة سواء في العملية السياسية او في التشكيلة الحكومية .

يرى الكثيرون ان قائمة دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء المالكي , والعراقية برئاسة علاوي , رغم كل مظاهر الصراع بينهما , فانهما يتفقان على إجهاض مشروع المؤتمر الوطني , والذي سيحد من مساحة نفوذ القائمتين , ويطالبهما بالتوقف امام حاجة المشروع الوطني الذي أصبح الحاجز الأوضح للعراقيين في كشف نزعة الاستئثار بالسلطة التي استحوذت على القائمتين , وان تكن القائمة العراقية بشكل اقل . وحالتهما حال صراع المشروعين الأمريكي والإيراني اللذان يتفقان فقط – بل ويتعاونان - على إجهاض المشروع الوطني العراقي , لأنه الوحيد الذي سيأخذ من الطرفين , ويحجم وجوديهما على ارض الواقع .

وفي ذات السياق , أي إنقاذ الوضع العراقي بعد الانسحاب الأمريكي , أعلن السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري , وبما عرف عنه من فطنة وذكاء , عن( ميثاق شرف ) دعا الأطراف الوطنية للتوقيع عليه . أكد فيه حرمة الدم العراقي واحترام ثوابت الإسلام وخصوصية أبناء الطوائف العراقية والدعوة الى الوحدة ونبذ العنف والتطرف . السيد نائب رئيس الوزراء صالح المطلكَ سارع لإعلان تأييده لميثاق شرف التيار الصدري , داعيا الكتل السياسية الى الالتزام بذلك من دون " تسويف او مماطلة " . الا ان الكثير من العراقيين يلهجون بالدعاء الى ربهم أن لا تعود أيام تسلط جيش المهدي ومحاكمه الشرعية , ولا عودة البعثيين وتاريخهم الدموي , وكلنا نذكر الأيام التي هرب فيها صالح المطلك الى الاردن عندما رفعت عنه الحصانة البرلمانية نتيجة مجاهرته ببعثيته , ولم يعد الا بعد ان صدر استثناء عنه وعن اثنين آخرين بعدم المتابعة القانونية من هيئة اجتثاث البعث , ولكنه عاد ليكون نائبا للمالكي .




 

 

free web counter