| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الخميس 12/1/ 2012



إلى أين يمضي هؤلاء؟!

عزيز العراقي

القيادات السياسية العراقية أعلنت جميعها الترحيب بفكرة المؤتمر الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني , وقد أكد الجميع رغبتهم بالخروج من الأزمة الحالية . ويبدو ان هذه القيادات لا تستطيع التفكير , او التواصل على الخروج من ألازمة إلا من خلال الدخول بأزمة جديدة , وعندما لا يجدوا شيئا يتنازعون عليه حيث ان جدول أعمال المؤتمر لم يطرح بعد كي يكون القيل والقال سيد الموقف , فقد وجدوا في عقدة مكان التئام المؤتمر الوقود اللازم لإدامة حركة ضميرهم الوطني , واشتعل الخلاف الذي قد يعصف بعقد المؤتمر بين ان يعقد في بغداد أو الأسلم في كردستان .

من الملفت للنظر ان جماعة المالكي والقائمة الشيعية بشكل عام تعكس هذه الأيام وكأن الانسحاب الأمريكي هو إنجاز للمالكي, ويدخل ضمن ( طابو ) الانتصارات التي يحققها المشروع الشيعي فقط , في سعيهم الذي تسارع أكثر في الاستحواذ على توجهات العملية السياسية في العراق . والذي يتظافر مع الخطوات التصعيدية للنظام الإيراني في اخذ امن المنطقة التي يعتمد عليها العالم في الطاقة كرهينة لسلامة أمنه القومي , الذي بات قريبا من إنتاج القنبلة النووية كما يقول الغرب . و رفع صور الخميني وخامنئي من قبل منظمة بدر في البصرة يوم الاحتفال بجلاء الأمريكان ما يوضح هذا التوجه , وهو ما جعل النواب الشيعة الطائفيين يرددون في ندواتهم الأخيرة: على ان العملية السياسية تتم برعاية القائمة الشيعية . في إشارة توضح الرغبة المحمومة لاغتصاب القرار السياسي العراقي , وهذا ما جعلها تصر على عقد المؤتمر في بغداد, عرين السلطة المركزية التي بحوزتهم .

قد تفهم أسباب تردد وتخوف قيادات القائمة العراقية من عقد المؤتمر في بغداد , ويمكن استيعاب قول علاوي بضرورة عقد المؤتمر بعيدا عن تطويق الدبابات العراقية . والمقصود منها الكمين الذي يمكن ان ينصب ب(اعترافات) جديدة لحمايات باقي القيادات في القائمة العراقية , ومعها أوامر إلقاء قبض سريعة مثلما حدث مع طارق الهاشمي , وتصريحات باسم الناطق الرسمي لقوات المالكي ( الفريق ) قاسم عطا , سجلت له يوم ترفيعه . والمالكي قال بأنه يمتلك ملفات على الكثيرين . ويمكن ان تكون صحيحة , فلا يوجد احد من بين الطبقة السياسية المتنفذة لا يمكن اتهامه بحق او بدون حق , ما دام الاتهام عن طريق السياسيين وليس عن طريق استقلالية القضاء , والمالكي نفسه متهم من قبل جهات في العراقية بتمويل الإرهاب . وعلى هذه الأرضية يمكن فهم تخوف علاوي وباقي قيادات القائمة العراقية من انعقاد المؤتمر في بغداد . ولكن على ماذا يرفض البرزاني انعقاده في بغداد؟ والأكراد بشقي رئاسة الجمهورية ورئاسة الإقليم هم الحلقة التي يتواصل بها طرفي النزاع, التحالف الوطني والعراقية .

يقول المثل العراقي " اخذ فالهه من اطفالهه " , والمقصود معرفة الوضعية والتوجهات من أفعال أبنائها , وقد تمحور الصراع بين القائمتين بشخصي علاوي والمالكي . فعلاوي كما هو معروف , نتيجة رغبته الجامحة في الزعامة والتسلط دمر تحالف العراقية الأولى , وأجهض المشروع الوليد للقوى العلمانية . والتحالف الهش للعراقية الحالية الذي جمع بعثيين وقوميين وسنة واتجاهات أخرى , جاء نتيجة الرغبة في إقامة تحالف مضاد لتحالف المالكي من دون الاتفاق على برنامج سياسي محدد, وهو الذي أجهض أيضا فوزها الانتخابي وقبل بمجلس السياسات العليا كرشوة بعد ان يأس من الحصول على منصب رئاسة الوزراء . والمالكي الذي لم يكن يحلم بما هو عليه , وجد في خلق الأزمات الطريق الامثل في التنكر لكل الوعود التي أطلقها للشعب أو لغرمائه السياسيين, ولا يهمه ان يستمر العراقيون بهذا التدهور , ولا يضره ان يكون العراق ( مكفخة ) لإيران أو لأميركا او لباقي دول المنطقة , المهم ان يستمر الحلم . ويرى البعض ان توقيت اجتثاث القائمة العراقية الذي بدء بمطاردة الهاشمي وطرد المطلك لم يكن بالتوقيت المناسب , فلا تزال العراقية تمتلك أوراق داخلية وإقليمية ودولية لا يستهان بها , بل وتقوت أوراقها بعد ان اخذ المشروع المالكي باتكائه أكثر في الأيام الأخيرة على الركائز الإيرانية , والنظام الإيراني على أبواب عاصفة داخلية وخارجية قد تطيح به بالكامل , أو ستشله إلى عقود في أحسن الأحوال .






 

 

free web counter