| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأربعاء  12 / 2 / 2014



ماذا ستفعلون ؟!

عزيز العراقي

تضم الساحة الاعلامية الكثير من الاخوة الصحفيين الذين شهدت لهم كتاباتهم السابقة بعدم الانجرار وراء محاباة السلطة او بعضا من رموزها , والغريب ان بعض الكتاب الذين كانوا يحسبون سابقا على التيار الديمقراطي والعلماني , اصبحوا من اشد المبررين لرفع الرايات الطائفية وإرجاع اسباب الفشل في كل شئ الى الشركاء في السلطة من الاحزاب الطائفية والقومية الاخرى . ويمكن ان نستوعب تراجع البعض الى الطائفية استجابة لمتطلبات الاستفادة وتحقيق بعض المصالح الشخصية , او للانكسارات التي رافقت المسيرة الثورية الاشتراكية والحركات الوطنية منذ بداية التسعينات ولحد الآن . ولكن الاهم هو بعض الاخوة الذين لم يجرفهم لا تيار الاستفادة ولا الهزائم الانسانية على يد انتصار الرأسمالية وعولمتها , ولكنهم لا يزالوا يعقدون العزم على استجابة اصحاب القرار لمتطلبات النهوض من واقع الازمات الحالي , ناسين ان اغلب هذه الازمات هي من ايجاد هذه القيادات وليس غيرها , ايمانا منها – لعدم معرفتها بإدارة الدولة – بأن التخلص من الازمة هو في خلق ازمة جديدة , وكلما كانت اعقد ستكون افضل لنسيان التي سبقتها , ما دام الاهتمام اصبح منصّبا في الحصول على السلطة لدى جميع الشركاء , وليس خدمة الناس .

ولعل في دعم التظاهرات المزمع اجراؤها يوم السبت 15 / 2 / 2014 وسيلة اكثر فاعلية من المطالبات وتقديم النصح للحكومة , وان هذه التظاهرات ستذكر الحكومة وقيادتها بأن هناك رفض ومعارضة لقراراتها , تذكرها بأنها ليست مطلقة اليد مثل صدام . ومواجهة فض التظاهرات والاعتصامات بالقوة اصبحت غير مجدية , بل ( وتزيد الطين بلة ) , وسوف لن تتمكن رئاسة الحكومة هذه المرّة من الانفراد بها وإجهاضها مثلما حدث عام 2011 , عندما انفردت بتظاهرات الديمقراطيين واليساريين " المطلبية " عن طريق الحديد والنار , واستشهاد هادي المهدي واعتقال العشرات. التظاهرات يوم السبت القادم تحت شعار الغاء الامتيازات لأصحاب الدرجات الخاصة والبرلمانيين والخدمة الجهادية التي اقرت لهم في قانون التقاعد الجديد .

التظاهرات ليست مقتصرة على الديمقراطيين واليساريين والشيوعيين مثلما حدث سابقا , وحصل على تأِييد قمعها من حلفائه وشركائه المتنفذين في العملية السياسية . ولا هي تظاهرات واعتصامات الغربية التي اعترف رئيس الوزراء السيد المالكي عدة مرات بشرعية بعض مطالبها , ولم تنفذ هذه ( البعض ) رغم مرور عام كامل عليها , لغاية خلط الاوراق بين المعتصمين والإرهابيين , ومضى على القتال اكثر من شهر ولا يزال مستمرا بعد ان اخبرونا بإنهاء الارهابيين خلال اسبوع واحد فقط .

ان الكثير من جمهور هذه الاحزاب المتنفذة ستتظاهر بعد ان تأكدت من خداع زعاماتها التي لم تلتزم بالوفاء للدستور, ولا للقسم , ولا للوعود التي قطعتها للشعب المنكوب , ولا للمرجعية الكريمة في النجف الاشرف , التي استنكرت صدور هذا القانون , والتي كانت السبب الاساس في حصولهم على كل هذا التأييد الشعبي . ويأمل ان تكون المشاركة في هذه التظاهرات كبيرة ليس في بغداد وحدها , بل في جميع المحافظات والمدن والدول التي يتواجد فيها العراقيون .

الذي سيزيد من حجم وفاعلية واستمرار هذه التظاهرات اكثر , هو الرفض الذي اعلنته رئاسة البرلمان اليوم 12 / 2 / 2014 في الامتناع من نشر اسماء المصوتين على الفقرة ( 38 ) التي منحت البرلمانيين والدرجات الخاصة هذه الامتيازات بعد ان اصبحت مطلبا شعبيا خلال اليومين الاخيرين . والأغرب سبب الرفض الذي اعلنته رئاسة البرلمان , وهو ان رئاسة البرلمان لا تريد ان يستعمل كشف الاسماء ( للتسقيط السياسي ), وهو ما يعني ان القرار الذي اتخذه البرلمان هو ساقط بكل الوجوه ولا يصب في مصلحة الشعب الذي انتخبهم لرعاية مصالحه , وسيسقط باعتراف رئاسة البرلمان كل من يكشف اسمه , علما انه تم بإقرار جميع من حضروا الجلسة , عدا اثنين عارضا وثمانية امتنعوا عن التصويت والحضور قارب المائة والسبعين .

المأزق الذي تورطتم فيه , ان استجبتم وتراجعتم عن هذه الامتيازات فستزيدون زخم الاقناع لدى الناخبين بضرورة استبدالكم , وان لم تتراجعوا فستزداد الاحتجاجات اكثر , ومع كل عطلة اسبوعية , ولا يزال امامنا لموعد اجراء الانتخابات اكثر من شهرين . فماذا انتم فاعلون ؟!

 

free web counter