| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 11/3/ 2010



الأمريكان والتوجهات الملتبسة لبعض الأطراف العراقية

عزيز العراقي

في المقابلة الخاصة التي قدمتها فضائية العربية مع السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل يوم 20100310 , تحدث بتفاؤل ودبلوماسية عالية تجاه الوضع في العراق , وتوقعه لقيام دولة ديمقراطية متمكنة , تستطيع ان تدير بنجاح استقلالها وسيادتها وبنائها الاقتصادي , وستنتزع من جيرانها ودول الإقليم احترام حدودها وعدم التدخل في شئونها . ومن خلال حديثه تطرق بشكل عابر لعقدتين رئيسيتين في الواقع العراقي الراهن , وهي مسألة كركوك , وشكل الحكومة القادمة . وبدل تسليط الضوء على معرفة تفاصيل الموقف الأمريكي بشأن المسألتين , ذهب مقدم المقابلة للسؤال المعروف جوابه مقدما: من الذي سيكون رئيس وزراء بتقديرك ؟ والجواب : لا اعرف . وأضاف : حتى لو اعرف فلن أقول .

في المشكلة الأولى وهي كركوك , والتي ذكرها قبل يومين رئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني , من انها تبقى المحك الحقيقي لمعرفة توجهات الآخرين , وأكد حول مسألة التحالفات : بالنسبة لنا لم نتخذ أي قرار حول التحالفات " وأضاف" ان قضية كركوك وحلها , ستكون عاملا مهما في تشكيل تلك التحالفات " . وهو تأكيد للموقف الكردي باتجاه ضمها الى كردستان . السفير الأمريكي ذكر انه زار كركوك عدة مرات , وفي كل مرّة , يجد ان أهالي كركوك يهمهم النهوض بمستوى معيشتهم , وتحسن الوضع الأمني ,والصحي , والتعليمي , أي بالتنمية . وفهم من كلامه, ان انضمامها الى كردستان ليس من اهتمام أهالي كركوك , وهو نفس الموقف الذي رافق زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة رايس الى كركوك قبل ثلاث سنوات , وأكدت في كلمتها لأهالي كركوك : اعملوا لمدينتكم , وطوروها وليكن هدفكم هو مدينتكم . وفسرت في وقتها على ان الأمريكان يرغبون ان تبقى المدينة تحت ظل الحكومة الاتحادية او ادارة ذاتية لوحدها .

القوائم الكبيرة الفائزة الأخرى ( دولة القانون , الائتلاف الوطني , العراقية , وحدة العراق , التوافق ) وبغض النظر عن المواقف ( المعلنة ) , تكاد ان تتفق جميعها على تحجيم الدور الكردي , وإنهاء المادة 140 الدستورية بشكل رسمي . ويبقى فقط موقف المجلس الأعلى من الأحزاب المكونة لهذه القوائم غير معروف , وحتى لو استمر في موقفه المتناغم مع التطلعات المشروعة للشعب الكردي فلن يكون مؤثرا , وسيعرّضه الى عزلة اكبر , ولا يعتقد انه سيجازف , خاصة بعد فشل مشروعه في إقامة إقليم الوسط والجنوب الطائفي . ومن المرجح ان يكون تصريح طارق الهاشمي : بضرورة ان يكون رئيس الجمهورية عربي . ليس رأي شخصي بقدر ما يعكس أجواء هذه التوجهات , ويحاول صياغة المداخل الكفيلة بإثارة هذا الصراع , والذي اقل ما يقال عنه : التفاف على أسس النظام الديمقراطي الذي تم إقراره .

الأمريكان غير بعيدين عن هذه التوجهات , وسيمنعونها اذاقتضت الضرورة وتجاوزت الصراع السياسي الى الأساس الفيدرالي التي قامت عليه الدولة العراقية الجديدة . وهو ما يفسر كلام السفير الامريكي عن شكل لحكومة القادمة , من انها ستشكل من جميع القوائم وتكون توافقية . والأمريكان يدركون ان الديمقراطية لا تزال هشة , والحصانة الفيدرالية لم يتشبع بها السياسيين العراقيين كسلوكية شخصية , مما يعرض التجربة برمتها الى الارتداد اذا تركت لنتائج الانتخابات ان تقودها بالكامل . وهذه الوجهة الامريكية غير الرغبة التي اعلنت عنها قائمة دولة القانون وقوائم أخرى , من تشكيل حكومة أكثرية تعتمد على نتائج الانتخابات وليس توافقية .

وفي خطاب السفير الأمريكي في العراق كرستوفر هيل امام المعهد الأمريكي للسلام في واشنطن يوم 20100219 اكد بشكل صريح غير مسبوق : " إننا مهتمون بعلاقة طويلة الأمد , وسفارتنا (اكبر سفارة في العالم) رمز أكيد لتلك العلاقة . وسفارتنا تعمل عن كثب مع القوات الامريكية لرسم معالم الطريق الى الأمام . وما من شك في ان عمل ذلك من مصلحة الولايات المتحدة , وان تظل مشاركة في ذلك " وأضاف " لابد ان نساعد العراق على بناء مؤسسات سياسية وديمقراطية قوية في بيئة من السلام والأمن , ولابد ان نساعد العراق على تحديث اقتصاده " وأضاف " نحن موجودين هناك , نحن في العراق لامن اجل العلاقات الامريكية – العراقية فحسب , وانما من اجل المصالح الامريكية ايضا " . ونصح العراقيين :" نحن نقول للعراقيين , إذا عملتم معنا فسيكون العراق عضوا في المجتمع الدولي , وستتمتعون بالاحترام اينما ذهبتم , وستكونون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة , لا نستخدم الأسلوب السلبي : لان لدينا قوات في بلدكم ويمكننا ان نؤذيكم " . ولكي ليبقى على أي التباس أضاف :" ونقول لهم اذا ذهبتم مع ايران سيكون الطريق مختلفا معكم ".
 

 

free web counter