| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 11/5/ 2011



السياسيون العراقيون واللعب على المكشوف

عزيز العراقي

بعد الساعة الثانية عشرة ليلا , خرج علينا مذيع الفضائية العراقية " الشرقية " ليلة 27/28 شباط , وهو ذات اليوم الذي خرج فيه رئيس الوزراء المالكي وحدد المئة يوم لفحص كفاءة حكومته , وقال ( المذيع ) : بقى على وعد المالكي تسعة وتسعين يوما . طبعا أنت تعرف , ونحن نعرف , والشرقية ومن شاكلها يعرفون , إن المئة يوم ليست كافية لإصلاح أداء الحكومة . ومثلما كتب الكثيرون , ويعرفه المالكي جيدا ومعه كل الطبقة السياسية , إن الفحص لا فائدة منه ولن يأتي بنتيجة ما دام الأساس استمرار المحاصصة , التي نخرت الوجود العراقي برمته , وليس التشكيل الحكومي فقط . ولكن المؤلم , إن أيتام النظام الصدامي وفي مقدمتهم جهازهم الإعلامي قناة " الشرقية " يعدون يوم بيوم , ويحدون سكاكينهم للرقص يوم 7حزيران , وهم يطعنون ( الوفاء الوطني ) الذي ادعيته عند انتهاء المئة يوم , ليس وفاءا للوفاء , بل أي ساقط لا يهدئ له بال ما لم يجد الآخرين – وبالذات الذين يزاودون عليه - يتخبطون في مستنقع عاره .

أنا لست من حزب " الدعوة " , ولا من أي تنظيم شيعي آخر , شقيقي شهيد في حزب " الدعوة " , واجد عار الذل في إيران بعد أن هجرّنا إليها أهون بكثير من عار الفشل والإصرار على جعل السلطة مطية لتحقيق المصالح الشخصية لقيادات الأحزاب الشيعية , وبالذات " دعوة " المالكي وبطانته . ووجدت نفسي مجبورا أن أدافع عن القضية التي استشهد من اجلها شقيقي وباقي الشهداء , وهجرّنا بسببها , ليس لكي تتربعوا في كراسيكم وتستأثرون بكل شئ , بل لإنقاذ المحرومين ونحن من بينهم .

من المؤلم أن نجد بعض الكتاب المعروفين الذين وضع العراقيين ثقتهم بهم , يتحولون إلى قطع من قماش الشاش التي تستجمع حثالات وأوساخ هؤلاء السياسيين , وتمنعها من التسرب في مقالات طويلة عريضة , قد تكون ثمنا لاستضافة لمدة أربعة أيام فقط ل ( ذوي الكفاءات ) في بغداد , كما اقر احد هؤلاء الكتاب ( اليساريين ) . وقد ضمن المالكي أعلى الأسعار لأسهمه بعد أن تفضل بالحديث معه أيضا , وهو ( الكاتب ) الذي أكل رأس العراقيين : كون المبادئ والأخلاق هي أعلى الأسعار في بورصته الفكرية . ليس هذا الدكتور الذي يدخل يوميا في سجالات مملة حتى مع أبناء الدعوة بالدفاع عن المالكي وسياساته ( الحكيمة ) فقط , بل هناك آخرون لا اعرف لماذا يصبحون كالنعامة عندما يتعلق الآمر بالقيادة الكردية , او رئيس الجمهورية مام جلال . وعلى سبيل المثال : رفضه التوقيع على قانون محاسبة المسئولين الفاسدين واللصوص الا بموافقة الوزير المسئول عن فسادهم , المرفوع له من قبل رئاسة البرلمان , والإصرار من قبله على عدم رفع المادة 138/ ب التي شرعها صدام لحماية عصاباته في سرقة أموال العراقيين . وهم ( الكتاب ) الذين يمتلكون زوايا يومية في اكبر الصحف العراقية ويتبعونها بالانترنيت , ويعالجون في بعض الاحيان مشاكل بسيطة , ولكنهم يتجاهلون هذه الفواحش , وكأنها ليست جرائم تعيق إعادة بناء العراق !!!

أنا كردي , ولكن , فيلي , وأنت يا سيادة الرئيس وباقي القيادات الكردية لا تعترفون بنا , ولا تتذكروننا إلا في أيام الانتخابات . أنا أطالبك بان تحفظ لنا عراقيتنا , ولا تمانع في سن القوانين التي تعيد بناء العراق , ولو ملكوني قلعة اربيل فلن اقبل أن اعوف بغداد , أنا ابن الثورة , واسكن الحبيبية , وميلادي في عكَد الاكراد , ولم يبقى في العمر ما اتركه يضيع في غربة جديدة مثلما ذهب ربع قرن في إيران , وأريد أن الفت نظرك يا سيادة الرئيس , وأنت تعرفها جيدا , ان الامور في العراق لا تزال , وستستمر , بيد الأمريكان , ولا تغرك غشاوة الاتفاق مع الأدوات الإيرانية , وقد تعتقد ان استجابتك لطلب المالكي على حساب العراق سيمكنك من (انتزاع) حقوق الأكراد , والأكراد لن تقوم لهم قائمة بدون العراق الفيدرالي الموحد . وللتوثيق , نشرت صحيفة " الحياة " يوم 20110509 وتحت عنوان : البرلمان العراقي يرفض نقض طالباني مادة قانونية " تحمي المفسدين " . ومما جاء في الخبر :" وأكد المفتش العام الامريكي وجود 110 قضايا تتعلق بالفساد ترتبط بأموال كثيرة يعمل عليها الجانب الأمريكي , وان الأدلة بدأت تتبلور شيئا فشيئا , معربا عن أمله بالوصول الى النتائج قريبا , وبين ان 8 بلايين دولار من صندوق تنمية العراق ( هذا صندوق واحد فقط ) ما زالت مجهولة , وإنهم عازمون على إجراء بحث شامل ".

سيدي الرئيس الوقت المحدد قد انتهى , ورجائنا منك أن تكون على الأقل ( الشرف الضائع ) , مثل الوقت الضائع في لعبة العراقيين مع قدرهم , والحكم الأمريكي سوف لن يترك الفريق الخصم ( الإيراني ) أن يفوز , وطالما عرفناه ( الحكم ) انه حكم منحاز الى مصلحته فقط , ولا يمتلك ذرة ضمير في إنصاف اللاعبين الأساسيين وأصحاب الأرض .

 

 

 

free web counter