| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    السبت 11/6/ 2011



قصيدة علاوي الوطنية

عزيز العراقي

البارحة 10/6/2011 أعلنت القائمة العراقية على لسان ناطقها شاكر كتاب لصحيفة "الحياة " اللندنية : ان العراقية ودولة القانون تستأنف مفاوضاتهما بواسطة القائمة الكردية, وأضاف ان الكوردية ستكون هي الضامنة لتطبيق الاتفاقات . وهو إعلان يدور في استمرار صراع النفوذ التي سارت عليه القائمتان منذ بدء تشكيليهما , والتصريح كليشة مستهلكة ويأتي قبل إلقاء الحجرة الكبيرة في خطاب رئيس القائمة الدكتور أياد علاوي في خطابه أمس أيضا , وهذا غير مفهوم . او قد يكشف التصريح حقيقة توزع اتخاذ القرار في القائمة العراقية , أي تمزقها . وهذا سيكون اخطر على سلام مسير العملية السياسية رغم ما يكتنفها من صراع دموي ليس اقله تهديدات المليشيات والصدريين واستخدام كاتم الصوت , وسيفتح الطريق لانفراد المالكي والدائرين في فلكه للانفراد بتوجيه هذه العملية السياسية التي هي في الأساس كسيحة , وانتصار لمبدئه باستنفاذ حدود الممكن من منصبه الذي يمتلك القوة العسكرية الحكومية ( المشروعة ) أكثر مما تمنحه أوراق ومليشيات القوى الأخرى من العراقية والصدريين والمجلس الأعلى وباقي المتربصين .

في نفس اليوم جاء خطاب علاوي , وهو خطاب ناري يقطع الصلة بالكامل - كما يفهمه الإنسان العاقل - بتوجهات رئيس الحكومة والمجموعة التي تحيط به . ولكن , من من القيادات السياسية العراقية , وبالذات زعامات القوائم الكبيرة علاوي والمالكي , تتصرف بطريقة يفهمها الإنسان العاقل ؟! عدى سبب وحيد وهو الدفاع عن مصالحهم الشخصية. ان الاتهامات التي وجهها علاوي إلى رئيس الوزراء المالكي وبالاسم الصريح كفيلة بإيصاله لحبل المشنقة عدة مرات , وهي اتهامات في اغلبها صحيحة , والمالكي بصفته الرسمية المسئول الأول عنها , ومن بينها , استمرار تردي وضع العراق والعراقيين , العمالة والارتماء في الحضن الإيراني , رفع لواء الطائفية وإعاقة سير العملية السياسية , التلاعب والغش في نتائج عملية الانتخابات , التستر على الفاسدين وناهبي المال العام , إطلاق سراح القتلة والمجرمين والمساعدة في تهريبهم إلى إيران ...الخ . وهو خطاب قنبلة , سيجد فيه المالكي العذر الوافي للانخراط أكثر في نهجه المتفرد بالاستحواذ على مقدرات العراق .

المشكلة ان خطاب علاوي جاء نتيجة شعوره بالإفلاس , وعدم حصوله على أي شئ . فهل إن علاوي لا يعرف بوسائل المالكي سابقا , واكتشفها اليوم ؟! ولماذا قبل علاوي التنازل عن فوزه في الانتخابات بعد ان طمأنه المالكي بمجلس السياسات ؟! وقد يقول علاوي : انه قبل بسبب تمشية سير العملية السياسية . وهذا السبب سيكون مقنع مع سياسي نبيل وجهة سياسية تحترم مصلحة العراق , وليس مع المالكي الذي يتهمه اليوم علاوي بتهم أصغرها العمالة لإيران ؟! ولا يختلف في نوازعه الفردية عن علاوي إن لم يكن أسوأ . ورغم ذلك , وفي غياب المشروع الوطني عن برامج الكتلتين الكبيرتين , يقول العراقيون : عسى في تفجر الصراع بين الكتلتين وسيلة لكشف بعضهم البعض وإصلاح العملية السياسية ؟! رغم ان اغلب التقديرات تشير الى ان الصراع سينعكس على الوضع الأمني بشكل مروع , وهي النتيجة المتوقعة لعدم الشعور بالمسئولية الوطنية من قبل هذه الزعامات .
 

 

 

free web counter