| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الجمعة 11/6/ 2010



الائتلاف الشيعي الجديد وضرورة التريث في تشكيل الحكومة

عزيز العراقي

لقد استنفذت الطبقة السياسية العراقية كل وسائل التمويه والخداع , لإقناع الناخب العراقي : بان هذا التأخير في تشكيل الحكومة , هو لإيجاد أفضل الطرق لاختيار أفضل من سيخدمون العراقيين . وبات واضحا للجميع ,ان الصراع الشخصي للاستحواذ على منصب رئيس الوزراء , وباقي أجزاء السلطة وراء استمرار هذا التأخير , تحت لافتة الاستحقاق الانتخابي . الائتلاف الشيعي الجديد بين قائمتي الوطني ودولة القانون , الذي جاء عابرا للخلافات العميقة بين الطرفين , وفي الوقت الضائع لبدء تشكيل الحكومة , , والتي كانت (مشرّعة) تقريبا للقائمة العراقية , يؤكد الانجرار للموقف الطائفي وللضغط الإيراني , ويوضح تصاعد المواجهة بين إيران والأمريكان, نتيجة أقرار حزمة العقوبات الجديدة لمجلس الأمن على إيران .

الكثيرون أكدوا على ان غياب المشروع الوطني العراقي الجدي عن المشاريع السياسية للأحزاب الكبيرة , سيبقي العراق في دائرة صراع المصالح الشخصية والفئوية . وقد ساهم مشروع قائمة " دولة القانون " بزعامة رئيس الوزراء السيد المالكي , في إيهام الجماهير العراقية بالانسلاخ من الوجهة الطائفية , وتبني المشروع الوطني . إلا أن " دولة القانون " استمرت بين بين , فلا هي تبنت المشروع الوطني بالكامل , ولا هي قطعت علاقتها بالمشروع الطائفي , وعندما اقتضت مصلحتها الحالية العودة الى الحضن الطائفي , لم تتوقف رغم كل الخلافات في داخل القائمة , أو مع حليفتها قائمة " الوطني " .

ولكي لا يفسر الكلام على انه دفاع عن القائمة " العراقية " , التي ضمت بين صفوفها الكثير من حثالات البعث , ولا تختلف في برامجها , وطموحات قياداتها الشخصية عن التحالف الشيعي . نجد ان التحالف الشيعي الجديد زاد في تعقيد المشكلة , وجعل الدائرة أكثر ضيقا في تفسير أية قائمة اكبر, لتكليف رئيسها في تشكيل الحكومة . بالمقابل أعلن اليوم 20100611 في صحيفة " الشرق الأوسط " , وفي عنوانها الرئيسي – أي بعد إعلان التحالف الشيعي بساعات – عن اكتشاف مؤامرة تستهدف حياة أياد علاوي رئيس القائمة "العراقية" , وبتأييد أمريكي على صحة وجود هذه المؤامرة . ومن الممكن ان تكون هذه المؤامرة صحيحة , لان تمحور القائمة " العراقية " حول علاوي فقط , سيمزقها في حالة فقدانه . وهذا يوضح ما ذهبنا إليه من اشتداد حدة الصراع الإيراني الأمريكي , وبرؤوس حرابهم في رئاسات القوائم الفائزة , الطامحين بجنون للحصول على رئاسة الوزراء .

يقول احد الأخوة من الإسلاميين الشيعة , وهو يدعي الموضوعية , وعدم الانحياز : على رئيس الجمهورية ( المتفق عليه ) السيد جلال الطالباني أن يتريث في تكليف علاوي في تشكيل الحكومة حسب ( الأطر الدستورية ) . وفات الأخ إن الائتلاف الشيعي الجديد , سوف لن يوافق على ترشيح الطالباني ان لم يضمن تكليفه بتشكيل الوزارة . رغم ان الائتلاف الجديد لا يزال يحمل ألغام تفجره , وأهمها, وهو جوهر الخلاف, عدم الاتفاق على مرشح رئاسة الوزراء . والائتلاف الجديد لايعني أكثر من تأجيل التكليف الذي بات وشيكا , حيث سيجتمع البرلمان الجديد بعد يومين فقط .

والتريث الذي يعنيه الأخ , ليس أكثر من تريث صديقنا سلمان . وسلمان إنسان بسيط , وأمي , ولكنه مغرم بالصفة الثقافية للشيوعيين, القي القبض عليه في الضربة الدموية للشيوعيين عام 1979 من قبل النظام الصدامي , وأودع التوقيف لأكثر من أربعة اشهر , وخضع لتعذيب وحشي لا تزال آثاره باقية لحد الآن , وهم يعرفون جيدا انه صديق للحزب , ولكنهم أرادوا أن ينتزعوا منه ( التعهد ) بعدم العمل مع الحزب الشيوعي . يقول سلمان بعد أن وصل لأحد قواعد الأنصار للحزب الشيوعي في كردستان : كان بأمكانه الصعود إلى كردستان قبل إلقاء القبض عليه , الا انه تروث , وبسبب هذا التروث دفع هذا الثمن الكبير . نبهه احد الرفاق إلى التريث وليس ( تروث ) , وبعد يومين اضطر هذا الرفيق أن يشرح له الفرق بين المعنيين بعد أن كررها مرة أخرى . ولكن سلمان كلما كرر قصة التحاقه يؤكد ان(التروث) وراء إلقاء القبض عليه . والأمريكان والنظام الإيراني لا يختلفون عن نظام صدام عندما تتضرر مصالحهم , والعراقيون خائفون ان يدفعوا ثمن هذا التروث , في وحدة وطنهم , ووحدة شعبهم , الذي تغلب على الألغام الطائفية والقومية , ولا يزال البعض منها قائما .



 

 

free web counter