| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الثلاثاء 11/12/ 2007



ماذا ستكون النتيجة ؟

عزيز العراقي

في بازار السياسة العراقية تطرح الكثير من الصفقات بين القيادات السياسية العراقية , ويعتقد هؤلاء القادة انهم احرار في مساوماتهم وما سيتفقون عليه , وليس لصاحب العملة ( الدولار ) الذي يتعاملون به القول الفصل , ويتبعه في القرار تجار الحكومات المحيطة وكيفية ارضائهم , لأن العراق هو الأضعف بينهم . يوم 20071210 نشر موقع " صوت العراق " تصريح للسيد كمال كركوكلي نائب رئيس برلمان اقليم كردستان قال فيه : " اذ لم تتمكن اللجنة المكلفة من اجراء الأستفتاء في الوقت المناسب – حسب المادة 140 من الدستور - لتكن ادارة المناطق المتنازع عليها ضمن أقليم كردستان حسب ارادة مواطنيها , ومن ثم نبدأ الحوار حول تمديد يوم وتاريخ الأستفتاء " . واذ كانت مقبولة للعراقيين خاصة التركمان والعرب و ( حسب ارادة مواطنيها ) فلا اعتقد انها مقبولة على الأقل لحكومات تركيا وايران وسوريا , وفي نفس الوقت يقال بلغة الدبلوماسية بين الدول المستقلة " الأراضي موضع الخلاف " وليس " المتنازع عليها " العدائية. واضافة كركوكلي ان :" سكان المناطق المتنازع عليها يطالبون حكومة الاقليم بالعمل لألحاق مناطقهم بالأقليم , لأن اوضاعهم تسوء يوماً بعد يوم وهم في حالة لاحول لهم فيها ولا قوة ويريدون ان يكونوا تحت ادارة الأقليم " .

ومن أخير التصريح نود ان نسأل الأستاذ كركوكلي ان : سكان الأراضي " المتنازع عليها " سيكونون تحت اي من الأدارتين ؟ ولنفترض ان الأراضي المحاذية للسليمانية ستتبع ادارة السليمانية , والمحاذية لأربيل ودهوك تتبع ادارة اربيل , ولكن ان لم يكن سكان الأراضي " المتنازع عليها " من منتسبي الحزبين الرئيسيين فهل سيتمكن هؤلاء من الحصول على عمل بدون تزكية حزبية, او تصرف لهم رواتب حالهم كحال منتسبي الحزبين . ولا نريد ان نسترسل في الأسئلة المرّة , لأن البعض في الأقليم يزعجهم الحديث عن الروائح التي بدءت لاتطاق .
ولكننا نكررها قدر ما نستطيع : ان بناء تجربة الأقليم الفيدرالية يجب ان تكون الأساس ليس لحل القضية الكردية داخل دول الأقليم فقط , وانما اساس لحل كل القضايا القومية في المنطقة . وما لم تخلق القيادة القومية الكردية الثقة الحقيقية ببناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد ( وكلمة موحد ليس على طريقة صدام عندما زيف مفهوم الحكم الذاتي وافرغه من معناه ) فلن يكتب النجاح للتجربة العراقية , والكردستانية بالذات وهي المستهدفة من الأنظمة القومية التي يتواجد على اراضيها الأكراد .

وفي سوق آخر يصرخ الدكتور عدنان الدليمي رئيس قائمة " التوافق " وينتقد ( بشدة ) اعضاء مجلس النواب الذين ذهبوا الى الحج , ويصفهم بأنهم ( لا ) يشعرون بالمسؤولية , وانهم سبب تأخير اتخاذ القرارات المهمة لسلامة العراق . والعراقيون يعرفون جيداً ان أحد الأسباب الرئيسية في تدهور العملية السياسية , والوضع الدموي الذي وصلنا اليه , هي قائمة " التوافق " التي لها علاقة بالبعثيين والسنة التكفيريين , والكل يعرف ان السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية احد اركان القائمة , هو حجر العثرة الحقيقي في تأخير وتمشية القوانين . الا ان ضمير الدكتور عدنان الدليمي لايقيس بمقياسين فقط , بل له عدد اذرع الاخطبوط , وقالها كلمة حق يراد بها باطل .

وفي زاوية اخرى من السوق تم الاتفاق على " ميثاق الشرف " بين السيد عبد العزيز الحكيم والسيد مقتدى الصدر بأشراف النظام الايراني في طهران لانهاء الصراع الدموي بين " المجلس الاعلى " و " التيار الصدري " , وبعدها تم اتفاق البصرة لنفس الغرض . الا ان الاوضاع انفجرت بعد يومين فقط في الديوانية وغيرها من المدن العراقية . ولعل التشييع الكبير للشهيد قائد شرطة بابل في الحلة وكربلاء – وبغض النظر عن تحشيد " التيار الصدري" لهذا التشييع , ومحاولتة القاء تبعية الاغتيال على عاتق " المجلس الاعلى " - يؤكد الرفض القاطع لعمليات الاغتيال بحق الوطنيين العراقيين , وفي نفس الوقت توضح عملية الاغتيال عمق الخلاف الدموي الذي سيأخذ مداه المدمر بعد تسلم الملف الامني , وانسحاب القوات الامريكية الى قواعدها الثابتة في السنة القادمة . بهذه العقليات تقاد العملية السياسية , فماذا ستكون النتيجة ؟؟؟ والأمريكان لايهمهم من يستلم السلطة بقدر ما يضمنوا ايقاع خطوات القيادات العراقية مع خطواتهم في توجيه العراق .

 

free web counter