| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأربعاء 10/10/ 2012



تحية للصحفي اولا , والمسئول الكبير ثانيا

عزيز العراقي

لم يخطر في بالي ان امدح مسعود البرزاني في يوم ما , لا مسعود ولا غيره في قيادات السلطة او العملية السياسية , لكوني مع الكثير من العراقيين قد " غسلنا ايادينا " منها ومن قادتها . الا ان الذي جعلني اظهر الاعتزاز له – وقد يسال البعض ويقول : من انت ان اظهرت الاعتزاز لرئيس الاقليم ام لم تظهره ؟! – وهو سؤال معقول في زمن فقدان بوصلة العقل والحق والاحترام الحقيقي للإنسان . حيث باتت الطبقة المسحوقة المهمشة في ازدياد مخيف . ومن بينها الكثير من السياسيين الشرفاء والمثقفين والفنانيين والاعلاميين والعلماء والاختصاصيين . اقول اعتزاز بكاكه مسعود وأنا منسجم مع ضميري الذي تعذب منذ بداية ( التحرير ) اكثر من اي فترة أخرى, نتيجة انحدار قياداتنا السياسية  قبل ان توجه سلطات الاحتلال سير العملية السياسية وفق مصلحتها , وقبل ان تتوسع ايران في مد نفوذها القومي تحت الراية الطائفية , وقبل ان تنحدر العملية السياسية الى درك السفالة والفساد واللصوصية وانعدام الامن , لنكون من اسوء دول العالم باعتراف تقارير المنظمات الدولية المستقلة .

الاعتزاز برئيس الاقليم , وبغض النظر عن الممارسات السلبية لسلطة الاقليم سواء عندما كانت امارتي السليمانية واربيل  او بعد التوحيد , يأتي من تقييم صفات ( شخصية ) للقائد الكردي , وهو نتيجة ما نشره الكاتب عدنان حسين في صحيفة " المدى " خلال الايام الثلاثة الاخيرة . وذلك عندما نبه السيد البرزاني لشريط على الفيسبوك يمجد مسعود على طريقة تمجيد صدام , وانتباه السيد مسعود الى الشريط الذي لم يعرف به الا عن طريق مقال عدنان حسين , فشكر رئيس تحرير " المدى " والكاتب وأكد على رفضه ومنعه . عدنان حسين شكر بدوره رئيس الاقليم لقبوله التنبيه والعمل على منع الشريط , ثم تأكيد السيد مسعود على انه ليس بحاجة لهذا الشريط او لغيره .

هذه ممارسة انسانية وحضارية ولا اقول فقط ديمقراطية , ننبهر بها لأول مرة بين صحفي ومسئول بمستوى رئيس الاقليم , ولو كان الصحفي غير العراقي النزيه عدنان حسين لما صدقنا ما نشر في الايام الثلاثة الاخيرة , ولقلنا انها احد الفبركات الاعلامية . وذا كنا سابقا قد اتهمنا حتى الاخبار الصادقة بالفبركة وبتنا لا نعرف الحقيقة من التمثيل , فذلك لان صدام ونظامه لم يبقينا على شئ اسمه الحقيقة , واليوم وبعد ان عجزنا لما يقارب العقد من السنين من هذه القيادات البائسة , التي نست دماء شهدائها ونست برامجها السياسية التي كانت تدعيها , وجعلتنا لا نصدق شئ اسمه الصدق في الاخلاص للمصلحة الوطنية المشتركة حتى ولو في الاعلام .

عدنان حسين , وأقولها بتأكيد , قد منح السيد البرزاني احترام الكثير من العراقيين نتيجة ما نشره في الثلاث مقالات الاخيرة , وهذا ليس انتقاص من قيمة رئيس الاقليم , بل هو تأكيد على ان حب الناس لا يأتي من تبوء اعلى الوظائف بقدر ما هو اعتراف من الناس الشرفاء الحقيقيين في الدفاع عن مصلحة الوطن . وأستطيع ان اعدد عشرات بل مئات من الصحفيين والكتاب الذين لو تيسر لهم نشر ما نشر عدنان حسين لما صدق احد دعواهم , وأضيفت الى سجلهم تملق جديد واستجداء اجد .

تحية لعدنان حسين اولا , وللبرزاني ثانيا , اللذين منحونا هذا الامل ببعض القيادات العراقية , وعسى ان نتمكن نحن المسحوقين من رؤية الامل يشرق مرة اخرى في سماء عراقنا الحبيب .


 

free web counter