| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 10/7/ 2012



من الذي يحفر قبره بيديه ؟!

عزيز العراقي

تراجعت الموجة العاتية وخفتت أصوات زوابعها التي صكت الآذان , وأخرست الأصوات التي طالبتها بالتريث وضرورة دراسة الجدوى أولا , وثانيا إمكانية نجاحها . اجتماع اربيل رقص طربا وهلل لانضمام المنقذ مقتدى الصدر وبجعبته أربعون نائبا ورفع درجة حرارة سحب الثقة من المالكي الى ما فوق الغليان , تناسى في حرارة اللقاء ان مقتدى قد جاءهم من إيران, والمالكي الورقة المتوافق عليها بين النظام الإيراني والأمريكان كما هو معروف . فما الذي دفع السيد مقتدى للهبوط ببرشوته فوق قلعة اربيل وهو الهارب من العراق لأسباب أمنية وجنائية ؟! فهو اما يمتلك رؤيا نافية للطائفية أقنعت زعيمي القائمتين الكردستانية والعراقية ( الخبيرين ) في كمائن التقية الشيعية كما أكدا في اغلب تصريحاتهما المرافقة لسحب الثقة نتيجة تنكر المالكي لكل الاتفاقات معهم , وهذا غير وارد لان السيد مقتدى مطارد من العدالة لاتهامه بجرائم طائفية وعلى رأسها المحاكم الشرعية ومليشيات ابو درع وباقي عصابات التيار التي أججت المذابح الطائفية , وحتى اغتيال عبد المجيد الخوئي جاء لدواعي اعتدال الشهيد في تعامله الشيعي مع الآخرين . او انه حصان طروادة النظام الإيراني في اربيل , ودع عنك الملابسات التي رافقت إخراج مسرحية تبويش سحب الثقة بما فيها الجنرال بروفة في النجف .

" لجنة الاصلاح " الموجة الجديدة التي أعقبت سحب الثقة , كمخرج للتحالف الشيعي من مطالبات الآخرين في الحد من استئثار المالكي بتحديد توجهات السلطة وفق رغبته , رغم ان البعض يعتقد ان لجنة الإصلاحات هي للتهرب من استحقاقات عقد المؤتمر الوطني , او الانتخابات المبكرة , وأخيرا سحب الثقة . التحالف الوطني الشيعي برئاسة الجعفري سيسحب من خلال لجنة الإصلاح جماعة سحب الثقة إلى مناقشات لها أول وليس لها آخر , وربما سيرفعون شعار " حتى ظهور المهدي " ان لم تنتهي هذه الدورة الانتخابية على خير .

" يا فتاح يا رزاق " هذا ما يقوله العراقيون بخشوع عندما يستفتحون رزق يومهم , او بضيق نفس تعوذا من من لا يصدق في كلامه , ويصر على تأكيده . فقد أكدت قائمة المالكي دولة القانون من خلال تصريح نائبها عبد السلام المالكي المنشور في موقع " صوت العراق " يوم 7 /7 / 2012 على :" ان التحالف الوطني لن يسمح باستغلال الإصلاحات من بعض الكتل السياسية لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية على حساب الدستور والشعب العراقي ". نحن في البداية واللجان لم تتشكل بعد , ولم يجري تسمية أعضائها , ولم تجتمع وتحدد برنامج عملها , ولم تتفق على المراحل الثلاث التي حددها التحالف الشيعي , ولا نعرف متى سيبدأ عملها , اما انتهاء عمل هذه اللجان فالعلم عند الله سبحانه وتعالى . وسيؤكدون على انها قضايا معقدة , تهم الوطن ومسيرة إعادة بناء الدولة , وتحتاج الى نقاشات طويلة , طويلة جدا قد تمنعنا من إجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد , كي لا نستمر في أخطائنا , والله الموفق.

وتظل الأسئلة تدور في أوساط الخيريين عن كيفية الخروج من المأزق الذي سقط فيه العراق . ويمكن القول ان البحث عن كيفية الخروج بإمكانيات الوسائل والقيادات الحالية قد تجاوزتها الظروف بعد ان بات المأزق ذاته سبب أساسي في وجودها . ولا يرجى نفع من التعويل على الأخلاق والدوافع الإنسانية لأي من هذه القيادات في إحداث التغير المطلوب . وليس بامكان المالكي او غيره من القيادات المؤثرة إجراء تغيير نوعي حتى لو أكدت رغبتها في إنقاذ الوضع ما دامت الأسس التي جاء على ضوئها المالكي هي ذاتها . والبيان الذي أصدره المالكي بعد التقائه بوفد الحزب الشيوعي , وتأكيده على ان العراق بحاجة إلى إيجاد تحالفات جديدة عابرة للطوائف هو ليس أكثر من امتصاص لوجاهة مطلب الشيوعيين في إخراج العراق من مأزقه , وتفريغه من إمكانية فرض ضرورته بوعود لا تختلف عن إقراره بشرعية مطالبات التظاهرات الجماهيرية في تحسين ظروف معيشتهم , وهي مطالب اقل في خطورتها على مركزه بعشرات المرات من تشكيل تحالفات عابرة للطوائف , ولكنه قابلها بالقتل والسجون والتواثي , وكل ما يملك من تحالفات طائفية مثل الاستنجاد بظهيره التيار لصدري لتفليش هذه التظاهرات . والقائمة تطول في تصديه لكل ما يشعر به يهدد مركزه , بما فيه التستر على الفساد واللصوصية التي حرمها الله والبشر . والسؤال هو : من الذي يحفر قبره بيديه ؟!

 

 




 

 

free web counter