| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الأثنين 10/12/ 2012



اياد علاوي والاستعداد المبكر للانتخابات القادمة

عزيز العراقي

الدكتور اياد علاوي رغم كونه بعثي قديم , الا انه معارض عريق لنظام صدام حسين , وقد انشق عن النظام في سنواته الاولى اثر خلاف مع صدام حيث كان يجمعهم جهاز حزبي واحد يدعى " حنين " , وهو الجهاز الامني للبعث الذي اخذ يشرف على الامن العامة والمخابرات وباقي اجهزت التحقيق التي شكلتها حكومة البعث , ونتيجة انشقاقه تعرض لعملية اغتيال نجا منها بأعجوبة . اياد علاوي نأى بنفسه عن تأثيرات فاشية الفكر القومي للبعث , وأسس تنظيم " الوفاق "   وأصدر صحيفة " بغداد " , وتعاون مع تنظيمات المعارضة  مبتعدا عن البعث  المعارض  , او كما يسمون انفسهم " اليساريين " بإشراف النظام في سوريا وبرئاسة صلاح عمر العلي الذي استولى على صحيفة " الوفاق " وجعل منها منبرا للتهجم على المعارضين للنظام الصدامي .

تحت عنوان يشي بالاستعدادات المبكرة للانتخابات القادمة نشر موقع " صوت العراق " يوم 10 / 12 / 2012 : علاوي سيعلن قريبا عن ( الحركة الوطنية العراقية ) . وكشف المصدر المقرب من علاوي الذي اعلن الخبر ان : " الحركة ستستقطب عددا من الحركات السياسية التي لها تأثير في الشارع العراقي " .

ومما لا شك فيه , وكما يعرف العراقيون جميعا , ان الدكتور اياد علاوي عندما انشق عن النظام البعثي كان يخاف من التصفية الجسدية نتيجة خلافاته الشخصية مع صدام , ورغم تخليه عن الموروثات الفاشية للبعث , لكنه بقى مخلصا لمشروعه الشخصي اكثر مما هو موالي للمشروع الوطني . ولعل تشكيل القائمة العراقية الاولى عند الانتخابات الاولى مع الشيوعيين والديمقراطيين والعلمانيين , وتمزقها نتيجة انفراده باتخاذ القرارات السياسية يوضح ذلك , وهو ما دفع الكثيرين للاعتقاد  بأنه شكل القائمة لتفليش التقارب بين مجموعات التيار الوطني البعيد عن الطائفية تنفيذا للإرادة الامريكية .

وتأكيدا لمشروعه الشخصي بادر لتشكيل القائمة العراقية الثانية في الانتخابات الثانية , مستغلا معرفة الجميع بعدم طائفيته الشيعية , اضافة لجذوره البعثية , للم البعثيين والسلفيين والسنة الآخرين . ولكنه سرعان ما تنازل عن حقه الشرعي في تشكيل الوزارة عندما فازت العراقية  بالانتخابات نزولا عند التوافق الايراني الامريكي على استمرار المالكي , مقابل وعد بإنشاء مجلس سياسات ( برئاسته ) يشرف على القضايا الاستراتيجية للحكومة , والاهم له امتيازات حماية لا تختلف عن رئيس الوزراء المالكي , ولكنها كانت هواء في شبك .

علاوي لا يختلف عن المالكي في طموحاته الشخصية , ولا يختلف الاثنان عن اغلب الزعامات الحالية التي جرت العراق الى هذا الانحدار , ومحاولته تشكيل قائمة جديدة لتتصدر الانتخابات مرة اخرى لا تختلف عن محاولاته السابقة التي فشل فيها , وماذا يكون اكثر نجاحا من نجاح القائمة العراقية في الانتخابات السابقة ؟! والعتب ليس على علاوي , بل على التنظيمات والشخصيات التي تنضوي تحت زعامة علاوي .

يقول العراقيون " اخذ فالهه من اطفالهه  " للتعبير عن النتائج التافهة من هذه المقدمات الاتفه منها , وما دام علاوي سيقص شريط تشكيل الائتلافات السياسية التي ستدخل الانتخابات , فلا فرق بين الانتخابات القادمة والسابقة . ومثلما هي القائمة العراقية ستبقى القائمة الشيعية يستظل تماسكها بالرعاية الايرانية , وبتوصية المرجعية ايضا التي اعلنت خيبتها بفشل المالكي ودولة القانون في ادارة البلد , ولكنها ستمنح التوصية لوجوه وتنظيمات شيعية اخرى ستقول انها : افضل من المالكي . والقائمة الكردستانية استلمت دفعة قوية لتماسك وحدتها نتيجة الصراع الذي اثاره المالكي مع الاقليم لكسب الاصوات العروبية , بعد ان تأكد من عدم استمرار مرتكزاته السابقة كالمرجعية الدينية لإعادة استحواذه على موقعه . والأمريكان مطمئنون لاستمرار هذه الوضعية البائسة ما دام الصراع مع المشروع الايراني لم يحسم بعد . والشعب العراقي لا يزال يركض وراء الماء والكهرباء والغذاء والسكن , وباقي متطلبات عيشه الاخرى . والنتيجة سيبقى الزعماء , او استبدال بعض الوجوه , والتبعية للإيرانيين والأمريكان , والمحاصصة , والدستور الكسيح , والمشكلة مع الاقليم , والماء , والكهرباء , وباقي متطلبات الشعب الاخرى , ولا احد يعرف كيف سينهض هذا الشعب المسكين ؟!   

free web counter