| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 10/8/ 2011



العراق بين الانحدار والتذاكي

عزيز العراقي

نشر موقع " السومرية نيوز" يوم 8/8/2011 وتحت عنوان " الداخلية تكشف عن عمليات تهريب للأسلحة من إيران وتعتقل ضباطا متورطين فيها " . وقال الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي في حديثه للسورية نيوز : " ان تهريب الأسلحة من إيران عبر محافظة ميسان جارية على قدم وساق , بشكل رسمي وغير رسمي وبكميات كبيرة تتضمن صواريخ وقذائف ". مؤكدا وجود " تغاضي عن مهربي الأسلحة في تلك المناطق " .

الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي قيادي في حزب الدعوة , ولاجئ في الدنمارك , والإخوة العراقيون في الدنمارك يعرفونه جيدا ويؤكدون على ان المعلومات التي نشرت عنه في الصحف الدنماركية والعربية صحيحة ولم يكذبها احد, يقولون : ان عدنان الاسدي لغاية سقوط صدام يعيش على المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة الدنماركية للعاطلين عن العمل , والفئات الفقيرة في المجتمع . – ولا تزال – زوجته الأولى وأولاده الذين يسكنون في كوبنهاكن يستلمون هذه المساعدة . وفي احدى زياراته لكوبنهاكن بعد ان أصبح الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية , قبض عليه وهو يحمل حقيبة كبيرة من الدولارات , ولم تنفعه الحصانة التي يتمتع بها , وادعى ان المبلغ يعود لرئيس الوزراء المالكي . وبعد إيقافه لما يقرب عشرة ساعات واتصال الحكومة الدنماركية بالمالكي , حيث أكد الأخير مسئوليته عن المبلغ . بعدها اخذ عدنان الاسدي ياتي عبر مطار مدينة مالمو السويدية المحاذية لكوبنهاكن , والعبور منها الى الدنمارك بدون تفتيش . والخط الى مدينة مالمو يعود لشركة " أجنحة الشام " التي يمتلكها الصدامي المعروف والهارب من وجه العدالة العراقية مشعان الجبوري الذي يسكن في دمشق , وهو ( العدو ) الفكري والسياسي لحزب الدعوة كما يدعي المالكي وقيادة حزبه .

هذه باختصار خلفية الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي . والقصد هو التوضيح من ان الذي يمتلك هذا التاريخ الغير حريص على سمعته الشخصية , لا يستطيع ان يكون حريصا على مصلحة وسمعة العراق . وان كل مؤهلاته هو (برغي) صغير في ماكينة الطائفية الشيعية التي يقودها النظام الإيراني , وتصريحه هذا الذي يحمل الادعاء بالحرص على العراق , والعداء لإيران , لا يحمل أية صدقية , ولا يتعدى أكثر من استعراض للقوة من قبل الجناح الإيراني في الحكومة العراقية , وتأكيد بأنهم يمتلكون القوة الكافية لارتكاب اية جريمة بحق من يخالفهم عند الانسحاب الأمريكي نهاية العام الحالي . والا , هل يستطيع هذا البرغي الصغير في الماكنة الطائفية الإيرانية ان ينتقد النظام الإيراني بهذا الوضوح ؟! وهو الذي حصل على هذا المنصب من خلالهم ؟! وهل من المعقول ان يمتلك عدنان الاسدي شرف الحس الوطني الذي يدفعه للمجازفة بوظيفته التي لم يكن يحلم بها ؟!

من جهة أخرى , فان عزت الشابندر القيادي في دولة القانون والقريب من المالكي يقول في نفس اليوم , والى السومرية نيوز أيضا , ان وزير الكهرباء - سبب الفضيحة الحالية – معروف بنزاهته , وانه غير مسئول عن توقيع العقود مع الشركات الوهمية والمفلسة الكندية والالمانية , والمالكي أقاله ربما لأسباب أخرى . بين تصريح المقرب من المالكي الذي يقول ان إقالة الوزير كان بسبب العقود الوهمية , وبين تصريح الشابندر بنزاهة الوزير , يبقى السامع لا يعرف اين ترسو الحقيقة , وهو النهج الذي تعتمده دولة القانون مع حلفائها في التحالف الوطني ومع باقي أطراف العملية السياسية .

تعتقد قيادة دولة القانون انها ستضع العراقيين في دوامة لا يعرفون من خلالها حقيقة توجههم , وهو البقاء على هذه المراوحة لغاية استنفاذ حدود الممكن من الفترة المتبقية لهذه الدورة الانتخابية . وكان مسالة العراق ومستقبله متعلق بإرادتهم وما يخططون له , ولم يدرك المالكي ومن يدور حوله ان مستقبل العراق ليس مرهون حتى بإرادة الشرفاء من العراقيين , فكيف بمن لا يعرفون غير مصلحتهم الشخصية ؟! لأنه ببساطة لا توجد لحد الآن قوة سياسية مؤثرة تمتلك برنامج وطني عام بعيد عن المحاصصة , وتستطيع ان تؤثر في ميزان القوى الذي يمتلك دفتيه الإيرانيون والأمريكان .

هذه الوسائل في إشغال العراقيين عن طريق التصريحات المتناقضة التي أشبه بالحزورات , من قبل أبناء الكتلة الواحدة , او المجموعة الواحدة داخل الكتلة , مثل تصريحات عدنان الاسدي والشابندر , لا تدلل على قدرة وحنكة سياسية , وقصدها المكشوف في إشغال العراقيين ووضعهم في دوامة عدم معرفة الحقيقة , بقدر ماهو فقدان للمصداقية , وتخبط , واستهتار بوعي العراقيين الذين انتخبوهم .

 

 

free web counter