| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
zizi.iraqi@yahoo.com

 

 

 

                                                         الخميس  10 / 4 / 2014



لماذا يستبعد مشعان ؟!

عزيز العراقي

الكثير من العراقيين شعروا بالمرارة لاستبعاد المرشح مشعان الجبوري , ليس لنزاهته , او امتلاكه تاريخ مشرّف , او حصوله على حظوة وطنية او او او , فهو ابعد ما يكون عن الضمير الوطني ومتطلبات حاجة العراقيين . لا نريد ان نستعرض واقع وسلوكية مشعان , فقرارات المحكمة التي حكمته واضحة جدا , وهروبه طيلة هذه السنوات يوضح صحة القرارات , والعراقيون جميعا يعرفون هذا جيدا . والمرارة ليس من اعتبار ابعاده مثلبة في ديمقراطية انتخاباتنا البرلمانية او انتقاصا منها , او انها ستكون احدى النقاط السلبية التي ستحسب عليها من قبل المراقبين الدوليين والمحليين , والجميع يدرك ان النزاهة , والتكافؤ في الفرص , والأخلاق السياسية المترفعة لكل قيادات الاحزاب المتنفذة ,هي الابعد في مقومات ممارسة العملية السياسية العراقية .

المرارة تأتي من كون مشعان المعروف جيدا للقيادات السياسية العراقية مثلما هو معروف لأبناء الشعب العراقي , تمكن من مداعبة عواطف رئيس الاقليم السيد مسعود البرزاني قبل ازاحة صدام , ويكاد ان يكون الاول الذي خاطبه " الرئيس " مسعود قبل ان يكون رئيسا لإقليم كوردستان . السيد البرزاني اصرّ على ترشيحه للبرلمان , واليوم يريد مشعان ان " يحرر العراق من الاستعمار الكوردي " . الكثير من العراقيين لا يريدون ان يرددوا نواقص القيادات السياسية الكوردية , وبالذات ابتعادها عن العلمانيين والديمقراطيين واليساريين , اصحاب المصلحة الحقيقية في تطوير تجربة الاقليم وتجربة الديمقراطية في العراق , وبدلها استجابوا للتنسيق مع الاحزاب الطائفية الشيعية والسنية طيلة هذه السنوات في بناء العملية السياسية , وصياغة القوانين التي تخدم المحاصصة الطائفية وتعميق الشرخ الوطني . العراقيون سيكتفون ان يكون مشعان الجبوري نائب في البرلمان لانه رمز لحول عيون القيادات السياسية الكوردية , وهذا سيعوض عن التذكير بالنواقص الاخرى .

ويزداد الشعور بالمرارة اكثر لدى العراقيين في ابعاد مشعان عن الترشح للانتخابات , لا نه سيبعد عنهم اوسخ وصمة عار في جبين من اتى به , وبرءه , مقابل ان يجعل من قناته التلفزيونية وسيلة دعائية لفوز السيد المالكي بولاية ثالثة بدل الاستمرار في مهاجمة الحكومة . وجود مشعان في العملية السياسية ضروري , ليس لتاريخه المعروف فقط , ولكن لمعاكساته وتصريحاته المعادية لكل من موجود في العملية السياسية , مما يذكر دائما بهشاشة هيبة هذه العملية , وسيعفى العراقيين من ترديد ما اقترفته الحكومة الحالية برئاسة السيد المالكي من فشل ذريع في اعادة بناء مؤسسات الدولة , وعدم التمكن من انجاز نسبة ولو بسيطة من متطلبات المجتمع العراقي , بعد ان اشيع الفساد واللصوصية , وفقدان بوصلة قيادة السفينة العراقية , حتى اصبح الاستنجاد بمشعان وسيلة للنظافة وتحقيق الفوز المبين .

ابعاد مشعان لا يصب في مصلحة العملية السياسية الحالية , مثلما لا يصب بقاء الشيخ صباح الساعدي وزملائه المبعدين فيها . الانتظار على امل ان تغيّر الطبقة السياسية الحالية ( آليات ) عمل العملية السياسية , باتجاه النهوض بوحدة مصلحة العراقيين وبناء الوطن الواحد اصبحت وهما , ان لم تكن اكذوبة مثلما اكدها البعض منذ تشكيل مجلس الحكم على يد بريمر .

 

free web counter