| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عزيز العراقي
ziziiraqi@yahoo.se

 

 

 

الخميس 10/4/ 2008



غياب المشروع الوطني يؤجج حدة الصراع

عزيز العراقي

كسب الاحترام ليست مشكلة , المشكلة في كيفية ادامة هذا الاحترام . هذا للشخص الاعتيادي , فكيف الحال مع شخصية قيادية بحجم آية الله العظمى السيد علي السيستاني ؟ فأنها بالتأكيد تحسب الف حساب قبل الاقدام على أي عمل تقوم به . السيد السيستاني شمل مختلف الاطراف السياسية الشيعية برعايته , والتيار الصدري بالذات, والكل يتذكر تدخله لانقاذ المحاصرين من عناصر التيار في ضريح الامام علي عليه السلام , في المواجهات الدموية الاولى التي افتعلها التيار لفرض نفوذه بحجة مقاومة الامريكان . ولعل في التوجيه الذي كلف به عدة شخصيات لتشكيل قائمة " الائتلاف " من كل الاطراف الشيعية , منح التيار الصدري بركات المرجعية في النجف الاشرف , وضمن لهم الفوز , بدون تمييز بين مقلديه وبين الصدريين الذين يتبعون السيد الحائري في ايران . كل هذا عمله للتيار الصدري , وحثالات التيار تردد عند عودة الخلاف الذي تدثر بالانتخابات لبعض الوقت : علاوي نايم بالشمس .... محمد رضا ايهفيله . ومحمد رضا هو ابن السيد علي السيستاني , والمقصود بأن التيار الصدري هو جماعة الحوزة الناطقة التي قاومت النظام الصدامي , والسيد السيستاني هو الحوزة الصامته التي تسيدت الموقف بعد ذهاب صدام . واليوم يضع السيد مقتدى الصدر حل جيش المهدي بمسؤولية المرجعية , والمقصود السيد علي السيستاني . فما هي العلاقة الايجابية بين الطرفين ؟! ومن يتورط مرّة اخرى في الدفاع عن الصدريين ؟!

ما من شك ان كل ما قيل عن التيار من وجود عصابات جريمة في صفوفه , وقتلة من البعثيين , ووحوش منتسبي فدائيي صدام , وسيطرة النظام الايراني على قرار التيار , او بعض اجنحته , كان صحيحاً , وهذا كله يمكن كشفه ومحاربته . الا ان المشكلة الاهم هي في التأييد الذي يحصل عليه من الشباب المهمش في الطائفة الشيعية , الشباب الذين لا يملكون عمل , ولا دراسة , ولا مصدر عيش , ولا , ولا , ولا . وفي الوقت الذي يستمر فيه بؤسهم وحرمانهم يرون غرمائهم في الاحزاب الشيعية الاخرى الذين ( قدموا من الخارج ) من ابناء المجلس الاعلى وحزب الدعوة يتمتعون بالامتيازات والوظائف , والشهادات الدراسية الايرانية (المزورة) . والذي زاد الطين بلة , اثراء البعض من ابناء هذه التنظيمات عن طريق السرقات والرشاوي على المكشوف دون ان يحاسبهم احد . مما جعل الشباب يحقدون , ويلتصقون بالتيار نكاية بباقي الاحزاب الشيعية .

مشكلة التيار الصدري في الجزء الاكبر منها , هي مشكلة البطالة والعوز والجهل والتخلف , وعدم اعادة بناء الاجهزة الحكومية على اسس صحيحة , وبالذات الاجهزة الامنية التي تمكنت العناصر المناوئة للتيار من اختراقها , وهي جزء من المشكلة العراقية وليس التيار الصدري فقط . ان حلها لا يتم برغبة اشخاص بقدر ما تعالج الظروف التي خلقتها , والتي جعلت من التيار ان يمتلك كل هذا التأثير , وهو ليس منظمة سياسية تمتلك برنامج عمل واضح يسعى لاعادة بناء العراق . الحكومة والتأييد الذي حصلت عليه من باقي الاطراف السياسية الاخرى , سيمكنها في نهاية المطاف الحد من جرائم العصابات التي تعمل تحت مظلة جيش المهدي, الا ان مشكلة التيار الصدري ستبقى قائمة,ما لم تستكمل بخطوات اكثر جذرية من القتال تنصف وتلبي حاجات هذه الجماهير المهمشة .

الصراع في طابعه المعلن ليس بين التيار والحكومة , بقدر ما هو بين التيار وباقي الاطراف الشيعية . وتوّحد الآخرين مع رغبة المجلس الاعلى وحزب الدعوة في محاربة عصابات جيش المهدي يعتبره التيار نجاح للمجلس والدعوة للاستحواذ على نفوذه , وهو السبب الاساس بعدم حصول تفاهم بين التيار والحكومة . وما لم يتم تبني المشروع الوطني العراقي الذي يوّحد توجهات الاحزاب السياسية العراقية , وينهي صراع الاقطاع السياسي بين ابناء الطائفة الواحدة , ويضمن التوزيع العادل للسلطة والمال بين ابناء الشعب الواحد , ويكون مصداً حقيقياً لتطلعات المشروعين الرئيسيين الامريكي والايراني , اللذين لا يتعاونان الا في هذه النقطة فقط , وهي تدمير المشروع الوطني العراقي , وبدونه لن تقوم قائمة لكل الاطراف العراقية , وستبقى رهينة تجاذب المشروعين .
 




 

free web counter