| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

                                                                                      الثلاثاء 5/4/ 2011

 

 رأي "عبقري" لمعالجة البطالة في العراق!

د. علي إبراهيم

معالجة البطالة في العراق تتطلب دراسة وتخطيطا علميين، وينبغي أن يكون هناك توازن مدروس بين احتياجات البلد وإعداد الكوادر التي يجب تهيئتها لتنفيذ المهام العلمية والإدارية، فالخلل في هذا التوازن يولد نقصا أو زيادة ، الزيادة تولد البطالة وخاصة في صفوف الخريجين، وبالتالي تهدر الطاقات، وتضيع الأموال التي تنفق على تأهيلهم. فيما يحدث نقصا في مجالات أخرى لم يجر الاعتناء بها، كما يظهر الفساد المالي والإداري ... والمحسوبية والمنسوبية ... ومن هنا تأتي أهمية علم التخطيط في معالجة الأزمات المتعددة ... لا على طريقة أحد النواب الذي أفتى بما لا علم له به ...

أعرف خريجا ، يحمل شهادة الماجستير، لم يترك جامعة واحدة من الجامعات العراقية إلا وطرق بابها بحثا عن عمل، وطرق كذلك باب وزارة التربية، ولكن من دون جدوى، لم يجد فرصة في أي مكان. حتى بصفة عقد مؤقت، أو بصفة محاضر بأجور يومية. بقي على هذا الحال وهو يدخل عامه الثالث بعد التخرج. آنذاك توجه لمقابلة أحد نواب محافظته، وطرح عليه مشكلته،عسى أن يجد له حلا . وقد استمع النائب إليه "مشكورا". ولم يقاطعه حتى أنهى حديثه.عندها تطلع النائب إليه وسأله : هل تصلي صلاة الفجر بوقتها ؟ استغرب الشاب وأجابه بصراحة: ليس دائما . فرد عليه مستهزئا: إذن اذهب وصلي والله يساعدك! (كلمة حق أراد بها باطلا).

يقول هذا الشاب : ذكرني رده بأساليب المسؤولين في النظام الدكتاتوري المباد، حيث كانوا يتفننون بالسخرية من أصحاب الحاجة من المواطنين. وكان سؤالهم المعهود: هل أنت بعثي؟ فإذا أجاب بالنفي . يأتيه النصيحة جاهزة: اذهب وكن بعثيا!.

ترى ما الفرق بين السؤالين؟ أرى أن كليهما باطلان ، فلا الصلاة ولا الانتماء للبعث من متطلبات الحصول على عمل، فهذا - العمل - حق من حقوق المواطن، وينبغي أن يكون مكفولا من جانب الدولة . أما " النائب" المحترم فواضح أنه لا يحس بمعاناة العاطل عن العمل ولا بمرارة العوز والفاقة والشعور بالخيبة ، التي تثقل كاهله بعد الدراسة المضنية والسنوات العجاف، وبعد التفوق العلمي. خاصة حين يستحوذ على حقه جاهل . وربما حاقد بسبب عدم تمكنه من الحصول على أكثر من الشهادة الثانوية، وقد تكون مزورة شأن الكثيرات غيرها يقال أن أصحابها حصلوا على مقاعد في مجالس المحافظات ومجلس النواب أو على مواقع هامة أخرى في الدولة.

من المؤكد أن آفة البطالة المستشرية في البلاد لا تحارب بهذه الطريقة، ولا هكذا تكرم الدولة الخريجين، الذين هم الدعائم الأساسية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، وإن بلدا يجري فيه امتهان الخريجين والعلماء والمثقفين لا يمكن أن يكون إلا في قعر العالم المتمدن، ولن يحفل إلا بالتخلف والظلام والبؤس ...

لكن بلدنا أعلى شأنا وجماهيرنا أوعى وأقدر على تخطي الصعاب. وإن هؤلاء طارئون ،زائلون، وما البقاء إلا للوطن ولأبنائه الشرفاء.
 

 

free web counter