| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

 

الأحد 31/8/ 2008

 

اسودت وجوه القتلة المجرمين
وصعدت نجما في سماء الخالدين

د. علي إبراهيم

عرفت الرفيق والصديق كامل عبد الله شياع في منتصف التسعينيات عندما كان يعمل في إحدى الإذاعات في بلجيكا وتحديدا في بروكسيل ، ومن اللقاء الأول ظهر لي مثقفا خلوقا صادقا مخلصا ، وتأكدت لي هذه الصفات كلما ازدادت معرفتي به ، التقيت به مرة أخرى بهولندا في بيت الناقد ياسين النصير حيث كان يقيم فيه ندواتٍ فكريةً وثقافيةً وكانت الأمسية مكرسة للرفيق كامل قدم محاضرة عن العولمة الثقافية ، أتذكر رصانته ، وقوة إجاباته، ووضوح نقاشاته ... حضر الندوة الدكتور نصر حامد أبو زيد ومجموعة من أساتذة جامعة ليدن ونخبة من المثقفين العراقيين والمغاربة . وتوالت اللقاءات وفي كل لقاء أقترب منه ، وأتعرف على مصادر معرفته ، أزداد إعجابا به ، كان الشهيد يجيد خمسة لغات هي الإنكليزية والفرنسية والهولندية ، والإيطالية والألمانية وكان ينفر من الكتب المترجمة وأخبرني مرة بأن أغلبها مشوهة ولذلك أعلنت طلاقي منها وأنا الآن لا أقرأ كتابا أجنبيا إلا بلغة المنشأ ، هكذا كانت دقته وديدنه ، حضرت له محاضرة في هولندا مستمدة من كتاب حديث، لم يترجم إلى العربية . وكانت رائعة ، وأجمل أمسية حضرتها له وهو يقدم الشاعر الكبير سعدي يوسف في مدينة لاهاي .
ولا يمكن اختزال حياة هذا البطل المبدع بهذه الجمل القصيرة ، إنما هي انطباعات بسيطة . ولكن أقول إذا كان كامل شياع مفكرا ، مثقفا ، نزيها ، مهنيا جيدا ، محبا للناس ، وللتطور والتقدم . فلماذا أقدم هؤلاء المجرمون على ارتكاب هذه الجريمة البشعة !؟
سئل المجرم الذي حاول اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ :- ماذا قرأت له من كتب ؟ قال :- لم أقرأ له حرفا واحدا !؟
وسئل المجرم الذي اغتال قاسم عبد الأمير عجام ، كم قبضت جراء جريمتك ؟ قال :- خمسين ألف دينار !؟ ،" الإنسان أثمن رأس مال " ، كم هو بخس عند هؤلاء الجهلة ؟ ،لا ندري كم قبض المجرمون ثمن جريمتهم ،ولماذا أقدموا على قتله هل عرفوا كامل شياع بكل هذه المزايا ، هل قرؤوا له سواء هم أو من أرسلهم . إذا كانوا لا يعرفون الرجل فتلك مصيبة ، وإن عرفوه فقد قتلوا الفكر ، والثقافة والنزاهة ، والمهنية ، وحب الناس والوطن والتطور والتقدم ... فأيَّ جريمة بشعة ارتكبوا !!!
اسودت وجوههم وسطع نجم الشهيد كامل شياع يلعنهم ، ويبقى خالد الذكر ويبقى العراق وطن العراقيين عربا وكردا وتركمانا وكلدو- آشوريين وأيزيديين ومندائيين . وستبقى الأحزاب الوطنية الحقيقية متآخية ، متضامنة من أجل بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد ، وسيظل الموت دائما لأعداء العراق الجهلة ، أعداء السلام والحرية والتقدم .








 

free web counter