| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

الخميس 29/10/ 2009



ما وجهة الصراع ؟

د. علي إبراهيم

بعد كل تفجير إرهابي مجرم ، تنبري بعض الفضائيات ، لتغطيته وفاقا على أجندة أيديولوجية، موجة ضد العملية السياسية برمتها، وإرسال برقيات تحريضية للناس ، ليس فقط ضد الحكومة، بل ضد الدولة الحديثة للعراق الجديد ، الذي مازال يتشكل منذ سقوط النظام السابق 2003 . لست في معرض الدفاع عن الحكومة أو البرلمان.ولا عن أية هيأة في الدولة، فالخلل موجود والفساد المالي والإداري مستشر ، والصراع على السلطة واضح، والأجهزة الأمنية بحاجة إلى إعادة بناء على أسس وطنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية المقيتة. ولكني مدافع عن خيار الشعب، الذي ينشد قيام دولة ديمقراطية أساسها القانون والعدالة الاجتماعية وعابرة للطائفية والقومية الضيقة، دولة اعمار وبناء وأمن وتحرر من الاحتلال ، وإعادة دوران العجلة الاقتصادية بكل تفاصيلها ... دولة لا مكان فيها للدكتاتورية تحت أية يافطة ... هذا هو الخيار البديل (البديل الوطني الديمقراطي) ليس شعارا بل قناعة فكرية راسخة ، وخطوات علمية وعملية راسخة .

من يقف ضد هذا المشروع الذي يقطع الطريق أمام عودة النظام الشمولي الدكتاتوري بلباس آخر؟ بالتأكيد أزلام البعث المتربصين ،والمتحالفين معه من القاعدة وغيرها من قوى رجعية ظلامية ، مدعومين من خارج الحدود ،ومن بعض القوى داخل العملية متصارعة على السلطة أو على شكلها ، أو من قوى فاسدة ،لا تريد للبلد أن يتطور باتجاه مشروعه التقدمي ، فتسعى لعرقلة النمو المتدرج ،وبقاء الحال على ما هو عليه ، لتحصد المزيد من المكاسب الشخصية ، على حساب مصالح وجوع ملايين من العراقيين ...

أما أن تختزل هذه الفضائيات العمليات الإرهابية ،وتجعلها عمليات تنفذها جهات حكومية دون أن تمتلك دليلا واحدا ، مستغلة الضرر الفادح الذي يصيب العراقيين،وتوجيه غضبهم بشكل خاطئ، فبدلا من أن تجعل من هذه العمليات حافزا،لتجميع الجهود ضد منفذي هذه العمليات القذرة إلى جانب ضرورة انتقاد الحكومة وأجهزتها الأمنية ، التي عجزت عن تفويت الفرص على المجرمين بسبب قصور في أدائها ... بدلا من ذلك تعفي المستفيد الأول، وتصبح وجهه الإعلامي، مروجة لمشاريعه، قصيرة النظر وذات الأبعاد إلاجرامية .

إن هذا سلوك مناف لأبسط القيم والتقاليد ، وهو عهر سياسي ، وخديعة للجماهير ، وتبشير بعودة النظام السابق- الذي أذاق شعبنا الويلات - وإصرار على مواصلة التخريب وزيادة معاناة الناس .
 

 

free web counter