| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

                                                                                      الثلاثاء 27/12/ 2011

 

خرج المحتل والعراق حزين!

د. علي إبراهيم

لم يبق من قوات الاحتلال إلا القليل، وهي في طريقها إلى الانسحاب، وكثير من المدن أصبحت حرة بعد أن غادرها آخر جندي أمريكي، لكن لم نلمس أو نرى الفرحة والاحتفالات تعم البلد كما ينبغي أن تكون، بل أن بعض القادة استقبل هذه المناسبة بإضافة مزيد من التعقيد للعملية السياسية وكأن العراق كتب عليه عدم الاستقرار والتخلف والتراجع لا التقدم والاعمار والازدهار، كتب عليه أن يعيش في الظلام وفي المياه الآسنة وهو بلد الخيرات والنفط والماء. نستقبل العام بالحزن بينما يستقبله العالم بالفرح، ومن حقنا السعادة لأننا حصلنا على السيادة، لكن بدلا منها نفذ الإرهابيون جريمتهم يوم الخميس الدامي 22/12/ 20011، مجموعة من جرائم إرهابية لم تستهدف سوى المواطن العراقي البسيط ، هل يوجد أحقر من هذا الموقف المشين، لقد حرموا مواطنين أبرياء عزلا - سقطوا ضحايا وجرحى- من التمتع بفرحة الاستقلال وعودة العراق حرا طليقا. وهكذا سقطت ذرائعهم فقد كانوا يتحججون بالاحتلال لتبرير قتلهم للناس، وها هو الاحتلال يرحل، بالضغط الجماهيري لا بإرهابهم الذي لم يطله، ولم يؤثر عليه قيد أنملة.

وللأسف ودع الساسة العراقيون المحتلين بمزيد من التناحر والفرقة بدلا من التلاحم ونسيان الخلافات وترتيب البيت العراقي. دون مبالاة وتقدير لصعوبة المرحلة وتعدد متطلباتها، ومن أهمها الوحدة الوطنية، والتعاون والوقوف صفا واحدا لمجابهة العنف المتوقع من البعث والقاعدة ودول الجوار وغيرهم ممن لا يريدون للعراق الجديد البقاء، ويحلمون بالعودة من جديد.
كلمة نقدمها لكل السياسيين المحبين لكراسيهم، لن تبقى كراسيكم، وسوف يأفل "عزكم"، وتذهب "كبرياكم" وسيكون مصيركم كسابقيكم، إذا لم تتوحدوا وتتفقوا، وتتجاوزوا خلافاتكم، وتجعلوا مصلحة العراق فوق رؤوسكم، فإن من يجمع كل الأحزاب والسياسيين ومعهم الشعب بكل أطيافه هو العراق، ومن يبتعد عن هذا العزيز سوف تتساقط أوراقه اليابسة والخضراء .

خرج المحتل والعراق حزين، ترى متى
يقام العرس الكبير وتتم الفرحة، وتزدان الساحات الكبيرة في كل المدن العراقية بالشموع والأعلام والأوراد والموسيقى والأغاني ... ربما الخوف من صراعات الحكام الوطنيين ومن الحروب القادمة، جعل العراقيين لا يعبرون عن فرحتهم وكأن الاحتلال على سوءاته أرحم! فرصتكم أيها القادة العراقيون أن تبددوا هذه المخاوف
...

 

 

 

 

free web counter