| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

                                                                                      الثلاثاء 20/12/ 2011

 

"جامعة البكر"  وأملاك الحزب الشيوعي

د. علي إبراهيم

بمساعدة قوى متنفذة بالدولة استطاعت أحزاب وشخصيات السيطرة على أراضي ومؤسسات حكومية وشرائها بمبالغ رمزية لا تتناسب مع ربع سعرها الحقيقي بل هي تقترب من (البلاش)، وبين آونة وأخرى نقرأ أو نسمع عن فضيحة من هذه الفضائح، وبالتفاصيل والوقائع وأحيانا بالوثائق الدامغة، ولكي لا نتطرق إلى مطار المثنى أو الأراضي الخضراء في الأحياء السكنية، وغيرها من البنايات التي تم السيطرة عليها وتحويل ملكيتها، نذكر مثلا صارخا كأنموذج وهو (جامعة البكر للعلوم العسكرية)، ونقول بدء لماذا تباع هذه الجامعة الحكومية!؟ هل استغنينا عن تأهيل جيشنا وإعداده إعدادا حسنا؟ ليكون مؤهلا لحماية البلد والذود عنه ضد أعدائه في الداخل والخارج، أليس العراق في منطقة محاطة بدول مسلحة أحسن تسليحا؟ لا نريد الاعتداء على الغير وندين السياسة التي انتهجها طاغية العراق صدام حسين، لكن الدفاع عن النفس والعرض والوطن واجب، وحتى لو لم يكن لنا حاجة بها، أليست هذه الجامعة ملك للشعب وينبغي أن يكون المسؤول هو الأحرص على المال العام؟.

 بفضل هيأة النزاهة والخيرين من أبناء شعبنا، عادت ملكية الجامعة للدولة، لكنها لم تعد لوظيفتها السابقة كجامعة عسكرية أو مدنية تساهم مع الجامعات الرسمية في نشأة جيل مقتدر في جوانب الحياة كافة.

أريد أن أربط بين هذه الواقعة وأملاك الحزب الشيوعي العراقي المتمثلة بمقراته ومحتوياتها و200سيارة، كلها صودرت بقرارات سياسية وليست قضائية، ووزعت على  رجال الأمن أو جرى بيعها أو تحويل ملكيتها إلى أشخاص بدون شرعية أو حق، ناهيك عن أملاك المناضلين المنتسبين لهذا الحزب الذي تم إرجاع بعضها عن طريق هيأة نزاع المكية، وكان الأجدر بالدولة العراقية المتمثلة بمجلس النواب ومجلس الوزراء، وأعني أصحاب القرار الذين جاؤوا بعد هزيمة النظام المباد، إصدار قرار سياسي يقضي بإرجاع أملاك هذا الحزب المناضل وتعويضه عن المسروقات المنقولة وسياراته. لاسيما وهو شريك مخلص لقوى معارضة الدكتاتورية ونظامها البشع إبان حكم صدام حسين سواء في الداخل أو الخارج أو على ربوع كردستان وجبالها الحبيبة، قدم على هذا الطريق مئات الشهداء من خيرة أبناء شعبنا وكوادره العلمية والثقافية ومن الطيف كله الذي يشكل الهوية العراقية، وهو الآن جزء لا يتجزأ من العملية السياسية الجارية في البلد، وطرف أساسي في حركة الشارع الحريصة على إصلاح العملية السياسية وتقويم مسارها الديمقراطي ومناهض لقوي الطائفية المتطرفة وعنفها وللإرهاب بكل أشكاله ومكافح لكل الفلول والعناصر التي تسعى لعودة العراق إلى الوراء وقدم على هذا الطريق شهداء ميامين خسرهم العراق لما يمتلكون من إيمان راسخ بالعراق ومستقبله المنشود وبسعادة الشعب وحرية الوطن. ألا يستحق مثل هذا الحزب المشهود له بالنزاهة والإخلاص أن يعاد له حقه المستلب من قبل النظام المستهتر بكل الأعراف والقيم والمواثيق وحقوق الإنسان، ألا يتطلب ذلك  قرارا سياسيا وقضائيا، بدل أن يترك الأمر للهيئات البيروقراطية وكأنها مشكلة شخصية وليست سياسية بامتياز.

أيهما أحق: أن تبيع الدولة أبنية مهمة بأبخس الأثمان، لمنفعة شخصية أو حزبية؟. أم أن تسترجع أموال الحزب الشيوعي؟ التي هي ملك أعضاء الحزب الذين وفروها من قوت أبنائهم ومن تبرعات الجماهير والأصدقاء المحبة والمقتنعة بسياسة الحزب وأفكاره، وبالمحصلة النهائية وبسبب العلاقة الجدلية المتبادلة بين الحزب والناس، هي بيوت ثقافية سياسية، ودور علم ومعرفة مفتوحة  للمواطنين.    

 

 

 

free web counter