| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

                                                                                      الثلاثاء 15/2/ 2011

 

وحدة التيار الديمقراطي، أمل قاعدة عريضة من الشعب العراقي

د. علي إبراهيم

منذ تسعينيات القرن الماضي ، تقسمت القوى الوطنية العراقية التي كانت معارضة للنظام الدكتاتوري إلى تيارات : تيار الإسلام السياسي ، وعلى رأسه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية و حزب الدعوة الإسلامية ، التيار القومي العربي والمتمثل بـ (الحركة الاشتراكية العربية ، الحزب الاشتراكي العربي/ مبدر الويس وحزب البعث العربي الاشتراكي (قيادة قطر العراق) ... والتيار القومي الكردستاني ممثلا بـ( الإتحاد الوطني الكردستاني ، الحزب الديمقراطي الكردستاني ، الحزب الإشتراكي الكردستاني ، وأحزاب أخرى صغيرة. وهذه " التيارات " صارت بديلا للتحالفات الوطنية السياسية ، مما شتتت الجهد المعارض وأضعف وحدة القوى العراقية ، وكانت بعض أطراف في هذه التيارات ، تسعى إلى تحجيم التيار الديمقراطي وعزله وكان في وقتها يتمثل بالحزب الشيوعي العراقي ، والتجمع الديمقراطي (صالح دكله )،وقوى وشخصيات وطنية كثيرة . والحقيقة لا أحد يمكن أن يمثل هذه المكونات المذهبية والقومية تمثيلا حقيقيا ، وبناء الأحزاب في كل العالم على أساس طبقي/اجتماعي ومشاريع سياسية وفكرية ومصالح جمعية مشتركة، وكانت هذه الدعوة أقل ما يقال عنها أنها في غير محلها، لاسيما وأنها كانت تتشكل منها المعارضة الوطنية العراقية ، والتي كانت تجابه عدو شرس مشترك هو نظام صدام حسين ، وهذا سبب قوي ينبغي أن يدفع هذه القوى للتوحد أو الاتفاق على المشتركات وهي كثيرة ... وفي الواقع فان هذه القوى حاولت التوحد فشكلت الجبهة الوطنية والقومية (جوقد) ، والجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) ، ولجنة العمل المشترك التي ضمت كل الأحزاب والشخصيات ، والمؤتمر الوطني العراقي الموحد (موعم). كل هذه التشكيلات باءت بالفشل ، كما باءت بالفشل التيارات أيضا ، فتفتت المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يضم في صفوفه غالبية القوى الدينية " الشيعية " وحدثت مواجهات عسكرية بين الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ، ولم تتواصل لجنة العمل القومي المشترك (التي ضمت الأحزاب القومية العربية ). ويمكن القول : إن الخلافات مهما كانت أسبابها فهي خلافات تنبع في معظمها من ضيق الأفق والحزبية الضيقة،وحب السيطرة والزعامة وهذه تمثل مظاهر للصراع الفكري والطبقي . هذا المرور السريع التاريخي على ما جرى في واقع المعارضة وكان جسمها الأكبر في خارج العراق ، وفي كردستان، انتقل إلى داخل العراق بعد 9/ 4/ 2003 . وتشكلت تيارات من القوى القديمة وقوى جديدة أفرزتها المرحلة وتمظهرت القوى بمكونات ثلاثة : المكون "الشيعي" ، والمكون "السني" ، والمكون الكردي، وهذا الظهور ليس بعيدا عن النوايا السابقة التي اشرنا إليها وهي تحجيم دور التيار الديمقراطي ومحاصرته بقوانين انتخابية جائرة وغير عادلة وبأساليب أخرى ، أثبت الواقع عدم نزاهتها ، وليس بعيدا عن التأثيرات الخارجية وتأثير المحتل بشكل واضح، صاحب المشروع التقسيمي المعلن السيئ الصيت، وهو تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء ، وما حدث ويحدث الآن هو جزء منه أو مقدمات له ...

ومن هنا تأتي أهمية تجميع تيار القوى الديمقراطية في هذه المرحلة، وتفعيل دوره ، في المجتمع العراقي ، ومغادرة حالة التبعثر. ومن المؤسف الإشارة هنا إلى أن هذا التيار لم يشهد توحدا بل حالات من التنسيق الضعيفة ، وإن تشكلت كيانات منه فهي صغيرة غير مؤثرة ، تفتقد لكثير من مقومات الوجود ، وبعضها تشظت ودخلت ضمن التشكيلات السائدة خلافا لمعتقداتها وتوجهاتها الفكرية. وبعد فشل نظام المحاصة، وبالتالي فشلت مشاريع فرسانها، بعضهم رفع شعارات المشروع الوطني الديمقراطي ، وهذه مفارقة عجيبة ... أصحاب المشروع الحقيقي يتخلون عن مشروعهم الوطني الديمقراطي، ويتبنون مشروع تلك القوى، بينما يتبنى أصاب المشروع الطائفي المشروع الوطني الديمقراطي . ولكن من جانب آخر دللت هذه الظاهرة على مدى قوة وتماسك المشروع الوطني الديمقراطي وواقعيته وصحة توجهاته وشعاراته...

ما هي القاعدة التي يستند عليها التيار الديمقراطي ؟:
1- كل الجماهير التي تتطلع لبناء وطن على أسس علمية ،بلد متطور ليس فيه تهميشا للعمال والفلاحين للمرأة والطلبة والشبيبة،ومنظمات المجتمع المدني.
2- القوى المؤمنة بالعلم وبناء البلد على أسس دستورية حضارية.
3- . الجماهير الواسعة التي تتطلع إلى مجتمع العدالة ودولة القانون قولا وفعلا .
4- القوى المتضررة من المحاصة الطائفية
5- الجماهير العريضة التي تريد تطبيق فصل السلطات على الأرض، بعد أن دخلت في صلب الدستور العراقي.
6- كل الجماهير التي ترفض بوعي الفساد الإداري والمالي.

هذه الجماهير راغبة بالتغيير وهي تشكل أوسع تيار مجتمعي في العراق ، نجدها في الشارع في العمل والحقول في المدرسة والجامعة ، بين الكسبة والميسورين ، موجودة في منظمات المجتمع المدني ، بين الطلبة والشبيبة والنساء والأساتذة ، بين الكفاءات ، من كل المذاهب والطوائف ، والقوميات، بين جماهير الأحزاب العلمانية والليبرالية والدينية والقومية ، متجسدة بملاين الأصوات ، سواء بين القوائم الخاسرة أو الفائزة...

هذه القوى ترفض الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله ، وترفض التجمع في كيانات على أساس قومي أو طائفي . يوحدها حب الوطن والديمقراطية والهوية العراقية ، وتحترم الهويات الأخرى ...

 

 

free web counter