| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

                                                                                      الأثنين 12/9/ 2011

 

اغتيال هادي المهدي
جريمة مع سبق الإصرار والترصد

د. علي إبراهيم

في خضم التحضير لمظاهرات 9/9/ 2011 من قبل الناشطين في الحراك الجماهيري، تم اختطاف الناشط سجاد سالم حسين من مدينة الكوت والناشط وارث عبد الرزاق  من مدينة الديوانية ، ذنبهما أنهما قدما طلبين لإجازة المظاهرة كل في  مدينته ، الأول اختطف من قبل أجهزة أمنية حكومية وجرى استجوابه ثم طلبوا منه التوقيع على تعهد بعدم المساهمة في التظاهرة والثاني القت القبض عليه قوى أمنية تابعة للدولة وبدون قرار من محكمة أو قاضي وهذا مخالف للدستور وبعد ترهيب وترغيب أطلق سراحه، وفي بغداد اعتقل المتقاعد  ماجد عبد الرضا حافظ (60 سنة) في السيدية،  لأنه علق لافتة باسم التيار الديمقراطي تدعو للتظاهر، لم يعرف مصيره لحد كتابة هذا المقال وفي الموصل تم اعتقال كل من علق لافتة في المدينة.

أما الشهيد هادي الهادي فقد تم اعتقاله أثناء مظاهرة 25 شباط 2011 وطبعا لم يكن لديهم أمر قضائي ، وعذب تعذيبا فظيعا يذكر بأساليب الأجهزة الأمنية في العهد المباد، وهدد باخصائه إن لم يمتنع عن ممارسة نشاطه السلمي والدستوري وهو من أبسط حقوق الإنسان، أليس من أهم سمات الديمقراطية هي مطالبة الناس بحقوقهم التي كفلها لهم الدستور، والمطالبة بالتصدي للفساد ومحاربته وفضح المفسدين، أليس من حقهم المطالبة بالقضاء على  البطالة،والوقوف ضد نظام المحاصة الطائفية والاثنية ؟ آفة ودمار العراق الحديث، إلى  جانب عدد من المطالب العادلة الأخرى ؟ أليس من حقه أن يقول رأيه بالحكومة التي تحكمه ؟ أن يطالب بالتغيير أو بتصحيح المسيرة؟  لكن الحكومة  يضيق صدرها بأي ملاحظة أو أي مطالبة  تستهدف المصلحة العامة! وتضع هذا السلوك في خانة التآمر على أولي الأمر ، وتهز كراسيهم ، فتلجأ إلى  طرق مخالفة للدستور والقوانين.

إن اغتيال المهدي تزامن مع التحضير للمظاهرات التي شملت ثلاث عشرة  محافظة،إضافة إلى  نشاط الجالية العراقية في المهاجر والمنافي، تضامنا مع الحراك الجماهيري في الداخل. لقد تمت الجريمة مع سبق الإصرار والترصد . والمطلوب من الجهات الأمنية والقضائية التحقيق السريع وكشف الأيادي القذرة التي نفذت الجريمة، وتقديمها إلى القضاء لتنال القصاص العادل جزاء على ما اقترفته  من جريمة اغتيال هذا الشاب المخلص والمتفاني في سبيل وطنه وعزة شعبه والذي كان حازما وواقفا بالمرصاد للمزورين والمفسدين والخونة اللصوص، الذين عاثوا في الأرض فسادا...ولأنه لم يهادن ولم يساوم ، ورفض الرضوخ لإرادتهم ، وفضحهم أمام الشعب وعبر وسائل الإعلام .

هادي المهدي نجم آخر تسامى إلى قمم الشهداء الخالدين : كامل شياع وضاح عبد الأمير حسن (سعدون) وهادي صالح (أبا فرات) وفاضل الصراف ، وقيس المعموري، وكل شهداء الرأي والموقف ،الذين سطعوا و يسطعون  في سوح التضحية، أقمارا تضيء دروب المناضلين التواقين لبناء عراق حر، ديمقراطي، يرفل شعبه بالخير والسعادة.

 

 

 

free web counter