| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي إبراهيم

 

 

 

الأربعاء 12/9/ 2007


 

بماذا يتميز مشروع الشيوعيين ؟


د. علي إبراهيم

لم تكن هذه المرة هي الأولى التي يطرح فيها الحزب الشيوعي العراقي مشروعا وطنيا ديمقراطيا ، يهدف من خلاله تصحيح المسيرة وحل المشكلات المستعصية في البلاد،أو بين القوى السياسية الوطنية إذ تتضمن وثائق مؤتمراته الثمانية وكونفرنساته الستة مشاريع عالجت أوضاع الوطن الاقتصادية والسياسية وبناء الدولة الديمقراطية على أسس علمية تنم عن دراسة ومعرفة عميقتين للواقع بكل تفاصيله وتناقضاته ، فقد أقر المؤتمر السادس عام 1997المشروع الوطني الديمقراطي وصدر عن الكونفرنس الخامس عام 1999نداء يؤكد على المشروع ذاته (*)، ولكن ينبغي الإشارة إلى أن تنظيرات الحزب وطروحاته في هذا المجال تمثل مرحلة محددة ، لذلك فإن مشروعنا الوطني الديمقراطي الحالي هو معالجة جوهرية للأخطاء والسلبيات ، التي أنتجتها تجربة البلاد بعد الاحتلال الأمريكي لوطننا العزيز وما فعله المحتل ابتداء من تحطيم البنى التحتية ، وصولا إلى المحاصصة الطائفية التي أغرقت البلاد في دوامة الاحتراب الطائفي والذي بلغ أعلى مستويات التطرف مما بات يهدد بالدمار الشامل والخراب الكلي وعلى جميع المسارات : من تحطيم النسيج الاجتماعي المتلاحم والمتعايش بين مكونات العراق منذ آلاف السنين إلى الارتهان لأجندات أجنبية ( إقليمية ودولية )، إلى غيرها من عوامل الضعف التي طرأت على الحالة العراقية بعد الاحتلال ، مستفيدة من جذور التردي والتراجع التي غرست قبله،على يد النظام الدكتاتوري البغيض .
يتميز مشروع الحزب الشيوعي العراقي بأهدافه المرتبة حسب أهميتها وضرورتها فكان الهدف الأول هو ضمان الأمن والاستقرار بدحر قوى التخريب والإرهاب. ثم يأتي الهدف الثاني: الإسراع في تهيئة مستلزمات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي ويذكر المشروع الخطوات العملية لتنفيذ هذا الهدف وهي :

أ-استكمال بناء القوات المسلحة وأجهزة الأمن وحفظ النظام على وفق جدول زمني لتحقيق هذه المهمة .
ب- استكمال السيادة الوطنية الكاملة .
ج- التخلص من تركة الاحتلال بجوانبه المختلفة .

وركز الهدف الثالث على معاناة الشعب العراقي بوضع حد لها وتحسين مستواه المعاشي من خلال جملة من الإجراءات هي حديث الناس اليومي وهي : مكافحة البطالة ، الضمان الاجتماعي، معالجة شحة الخدمات (الكهرباء والماء والنقل ...)، المشتقات النفطية ، السكن، الخدمات الصحية ،الخدمات التعليمية وتوفرها مجانا ، دعم البطاقة التموينية . وعلى هذا المنوال يمكن قراءة بقية أهداف المشروع ، مع ملاحظة العلاقة الجدلية بينها وتزامن وتداخل جميع الأهداف . وبخاصة بين ما هو وطني وبين ما هو ديمقراطي ، حيث تتوزع بنوده الأربعة عشر على هذين المفهومين .
ويتميز المشروع بتأكيده على الهوية العراقية أي أن المواطن عراقي أولا ثم تأتي الهويات الأخرى التي ينبغي ألا يكون لها تأثير قانوني أو مفاضلة ولكي يتحقق هذا الهدف السامي الموحد للعراقيين يتطلب (كما يؤكد المشروع ):
أ- نبذ توظيف الدين لأغراض سياسية ،
ب- نبذ أشكال التعصب الديني والمذهبي والقومي والعشائري والمناطقي .
ونحن في هذا المجال لسنا استثناء عن بقية الدول التي تتكون شعوبها من قوميات مختلفة وأديان كثيرة وطوائف عدة ، بما فيها بعض البلدان التي تتبنى المشروع الإسلامي ، على سبيل المثال جمهورية إيران الإسلامية ،يشير استبيان للرأي أجري عام 2005 أن 60% من الشعب الإيراني يفضلون الهوية الإيرانية على بقية الهويات .
يتميز مشروع الشيوعيين بأنه قد حدد آليات واضحة لتطبيق الأهداف وهي : (إصلاح العملية السياسية وتطورها ، الإنهاء السريع للمليشيات ، تطهير الأجهزة الأمنية والعسكرية من الاختراقات، دعم وإنجاح الخطة الأمنية ، إعادة الثقة بمؤسسات الدولة ، محاربة الفساد الإداري والمالي ، بناء أوسع تحالف ديمقراطي ، والتوجه نحو جماهير الشعب ). وكل آلية من هذه الآليات لها آلية أو (خطة للتنفيذ) وعلى سبيل المثال لا الحصر : (إصلاح العملية السياسية وتطورها ) تتم من خلال اتجاهين الأول : تخليصها من التوجهات والممارسات الطائفية (وهناك مجال واسع للإبداع في التطبيق ) والثانية : توسيع قاعدتها الاجتماعية ويتم ذلك من خلال :
1- المصالحة الوطنية .
2- إعادة النظر بقانون إجتثاث البعث .
3- إنجاز التعديلات الدستورية .
4- إطلاق سراح المعتقلين .
ويتميز أيضا بكونه مشروعا واقعيا مرنا يصلح أن يكون أساسا للحوار مع بقية المكونات السياسية بخاصة تلك التي أبدت انحيازا واضحا لهذا المشروع ، وقناعتها الكاملة بفشل مشروع الطائفية والعرقية والمشاريع الأخرى المماثلة ، وقد صرحت هذه القوى بأكثر من مناسبة مبشرة بآرائها الجديدة ولكننا بحاجة إلى ربط الأقوال بالأفعال ،لتتحقق المصداقية في الوعود والعمل .
هذه قراءة في المشروع تتضمن دعوتي المخلصة لقراءته وفهمه فهما جيدا ، وأعتقد جازما أنه طريق الخلاص من الأزمة ، والخروج من النفق المظلم الذي حشر العراقيون داخله دون رغبة وبلا إرادة ، في زمن لا يمتلك المرء فيه ، سوى مساحة من حرية الرأي !؟.

 

(*) لمزيد من التفاصيل أنظر وثائق الحزب الصادرة عن مؤتمراته وكونفرنساته ، أو مقالة د. صالح ياسر المنشورة في طريق الشعب العدد 202 السنة73 في  5 تموز 2007.






 


 

free web counter