| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 9/1/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

هل البصرة إقليم إيراني؟

عدنان حسين

وأنا أقرأ الخبر المتعلق بإعلان قياديين في منظمة بدر في الديوانية انسحابهم من المنظمة، عازين ذلك إلى "ابتعاد قيادة المنظمة عن المسار الوطني الصحيح"، بقيت أتابع التفاصيل باهتمام بالغ بحثاً عن معلومة رغبت في وجودها في الخبر وكنت سأسعد بها كثيراً، لكنها كانت متابعة بلا طائل مخيبة للآمال.

الخبر أفاد بان مسؤول تنظيمات بدر في الديوانية صلاح العرباوي أعلن في مؤتمر صحفي وعلى هامشه "أنا وثلاثة من قيادات منظمة بدر، هم كل من مسؤول تجمعات الصفوة حيدر علي كعيد الدايني، ومسؤول تنظيمات بدر فرع ناحية سومر خالد عليوي، ومسؤول المالية والإدارية في المنظمة حيدر صالح، نُعلن انسحابنا من المنظمة بسبب ابتعاد أمانتها العامة في العراق عن المسار الوطني الصحيح".
وأضاف العرباوي أن "المنسحبين وبعد دراسة مستفيضة استمرت ستة أشهر وجدوا أن قيادة منظمة بدر ابتعدت عن إرادة الجماهير التي ارتضت أن يكون عمار الحكيم قائداً للمجلس الأعلى الإسلامي"، داعياً قيادة المنظمة إلى "الرجوع لخيمة آل الحكيم".
وأكد العرباوي أن "مجموعة كبيرة من أعضاء المنظمة ستعلن انسحابها خلال الأيام المقبلة".
من حق أيٍّ كان أن ينتظم في الجماعة السياسية والاجتماعية التي يختارها، ومن حقه أن يخرج منها متى شاء لأسباب تتعلق بتغيّر القناعة أو بغيره.
وقد يكون السيد عمار الحكيم من أفضل الناس ومن أفضل القادة بما يستحق أن ينسحب قادة وعناصر من منظمة بدر من تنظيمهم الذي لم يخف منذ حين افتراقه عن المجلس الأعلى الإسلامي الذي يترأسه الحكيم. لكن ألا يستحق الوطن العراقي أن ينسحب قادة وعناصر في منظمة بدر منها من أجله؟.. هذا ما كنت أبحث عنه في الخبر، فمع حلول اليوم الأخير من العام المنصرم، وهو يوم اكتمال الانسحاب الأميركي من البلاد، نشرت منظمة بدر في شوارع البصرة، وربما في مدن أخرى أيضا، بوسترات كبيرة تحمل عبارة "يوم الاستقلال" وفوقها صورتان كبيرتان للزعيم الإيراني الراحل الخميني والزعيم الحالي علي خامنئي.
كنت أرغب من صميم القلب أن يعزو القياديون في منظمة بدر انسحابهم إلى هذا التصرف الذي لا ينمّ عن وطنية ويمثل ابتعاداً واضحاً عن المسار الوطني الصحيح، ربما أكثر من الابتعاد عن المجلس الأعلى وقيادة الحكيم، فليست البصرة إقليما إيرانياً لترفع صور الزعماء الإيرانيين في شوارعها.
لا أدري لماذا يضع الإسلاميون تعارضاً بين الديني والوطني؟ .. لماذا يقدّمون قضية الإسلام السياسي على قضية الوطن؟
ألم يكن محمد رضا الشبيبي ومحمد باقر الشبيبي وجعفر أبو التمن وعبد الكريم الماشطة وعبد الكريم الجزائري وسواهم بالعشرات بل بالمئات مؤمنين أتقياء؟ لماذا لم يضعوا إيمانهم في تعارض مع وطنيتهم؟
ما فعلته منظمة بدر في البصرة، وربما في غيرها، أمر غير مقبول.. تصوروا لو أن جماعة سياسية سنية مقرّبة من السعودية أو موالية لها، كما هي منظمة بدر مقرّبة من إيران أو موالية لها، قد رفعت صورة الملك السعودي الراحل فهد والملك الحالي عبدالله، في الرمادي أو الموصل أو تكريت أو بعقوبة، ماذا كان قياديو منظمة بدر وعناصرها سيقولون؟
 

المدى
العدد (2358) الأثنين 9/1/2012



 

 

free web counter