| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 9 / 9 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

إناء مجلس النواب ينضح بما فيه

عدنان حسين      

سواءً كان يعني تماماً ما يقول أو ان التعبير قد خانه، فان تصريح عضو مجلس النواب عن الحزب الاسلامي العراقي مطشر السامرائي لم يستفزّني، مع انني أحد الذين شتمهم النائب بوصفه الشعب العراقي بـ "الدايح" و"البائس".
من أسباب عدم الاستفزاز ان وصف النائب الاسلامي الشعب العراقي بالبائس هو تعبير عن حقيقة قائمة.. الشعب العراقي بأغلبيته الساحقة بائس، فهو من الشعوب القليلة في العالم التي يعيش 20 بالمئة منه تحت خط الفقر ومثلها تقريبا نسبة العاطلين عن العمل و26 بالمئة من شبابه أميون، مع ان هذا الشعب يعيش في واحدة من أغنى الدول قاطبة. ومن أهم أسباب هذا البؤس ان اغلبية اعضاء مجلس النواب هم من فصيلة السامرائي.
السبب الآخر لعدم الاستفزاز ان القاعدة الذهبية عندي ان كل إناء بما فيه ينضح. ومن غير المنتظر، مثلاً، من الخبيث عملاً طيباً، كلاماً طيباً. وبتوصيفه إيانا شعباً "دائحاً" يكون النائب الاسلامي قد عبّر عن ذاته وعمّا في دواخله.
ليس بالغريب أن نسمع كلاماً من هذا النوع من عضو في مجلس النواب، ومن عضو اسلامي بالذات. الغالبية الساحقة من أعضاء مجلس النواب تحتقر الشعب العراقي، والدليل فشل البرلمان (الحالي والسابق) في تشريع القوانين التي تمسّ حاجة الشعب اليها، وفي تنفيذ واجبه في مراقبة أداء السلطة التنفيذية ومساءلتها عن أوجه القصور الكثيرة والفشل المتواصل في عملها.
ليس مطشر السامرائي وحده، وانما النواب الاسلاميون بعمومهم، كما قادة الاحزاب والجماعات الاسلامية، في العراق وخارجه، يتعاملون مع الناس باستعلاء .. انهم ينظرون اليهم بوصفهم رعايا وأتباعاً ومريدين، وينظرون الى انفسهم بوصفهم أسياداً وأئمة وخلفاء الله على الأرض، منهم الأمر وعلى عموم الناس الولاء والطاعة.
اذا كان سوء الحال المعاشية للشعب العراقي سبّة فان نائب الحزب الاسلامي مطشر السامرائي وزملاءه في مجلس النواب مسؤولون مسؤولية مباشرة عن هذا.. الشعب رفعهم الى مواقعهم ومناصبهم الحالية (معظمهم كانوا في السابق ممن تصح عليهم الصفة التي أطلقها السامرائي على الشعب)، ووضع في أيديهم اكثر من مئة مليار دولار سنوياً، ووكلهم أمر رسم الخطط وتشريع القوانين اللازمة لانتشاله من بؤسه وفقره وتخلفه، بيد ان السامرائي وزملاءه نكثوا العهد وأخلفوا الميعاد، فبقي الشعب على الحال نفسها من البؤس والفقر والتخلف وعدم الأمان.
اذا كان هناك "دائحون" فليسوا افراد الشعب الذين لا يريد النائب السامرائي النزول الى مستواهم، وانما هم "نوابه" الذين يغيب نحو مئة منهم أو أكثر في كل جلسة من جلسات البرلمان، فيما يُشغل معظم الآخرين أوقات الجلسات بالمناكفات والمزايدات والمهاترات.
لا أعرف إن كان النائب الاسلامي مطشر السامرائي بين الذين يتغيبون كثيراً عن الجلسات، لكنني أعرف انه أحد الذين فشلوا في بلوغ العتبة الانتخابية في محافظته (صلاح الدين) خلال انتخابات 2010، فمنحه رئيس كتلته مقعداً برلمانياً استناداً الى قانون انتخابي فاسد (غير دستوري)، بحكم المحكمة الاتحادية.
و"رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه".

المدى
العدد (2887) 9/9/2013

 

 

free web counter