| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 8/4/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

بيض وطماطة برسم رئيس الحكومة!

عدنان حسين  

تُريد أن تكون شخصية عامة وتحتل منصباً رفيعاً في الدولة؟ عليك إذن أن تتقبل ما ستواجهه من الناس. وما ستواجهه يتضمن الاحتجاج بصوت عال ضدك، ومقاطعتك المرة تلو الأخرى وأنت تخطب، وحتى رميك بالبيض والطماطة.
هذه من المبادئ الأولية التي يتعلمها مقتحم الحياة العامة، السياسية بالذات، في الدول الديمقراطية.. المستشارون ينصحون السياسيين بان يتمالكوا أنفسهم في مواقف كهذه، ويتقبلوا "الاهانات" من هذا النوع بروح رياضية.. وهذا سرّ الروح الرياضية العالية التي تمتّع بها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش خلال مؤتمر صحفي له في بغداد مع رئيس حكومتنا نوري المالكي، عندما اختار أحد المراسلين أن يُلقي على بوش فردتي حذائه بدل رميه بسؤالين محرجين.
لو كنا في بلد ديمقراطي لتعيّن علينا أن نتلف الكثير من بيضنا وطماطتنا بإلقائه على مسؤولي دولتنا، وبخاصة رئيس الوزراء ووزراءه ورئيس مجلس النواب وأعضاء مجلسه، فلدينا من الأسباب ما يعادل أضعاف الأسباب التي تحمل مواطني اليونان أو قبرص أو اسبانيا أو بريطانيا على التظاهر ضد حكوماتهم ورمي رؤسائها ووزرائهم بالبيض والطماطة.
منذ بضعة ايام اقترح رئيس حكومتنا إجراء انتخابات مبكرة لاخراج العملية السياسية من غرفة الانعاش، بحسب تعبيره. هذا الكلام الذي قاله المالكي في مؤتمر لمرشحي قائمته الى انتخابات مجالس المحافظات في النجف، يستحق عليه –لو كنا في دولة ديمقراطية– أن يُقاطع بالاحتجاجات وحتى أن يُرمى بالبيض والطماطة. والأسباب عديدة، فالسيد المالكي هو أحد الذين أدخلوا العملية السياسية في غرفة الإنعاش، بل هو المسؤول الاول عن ذلك بوصفه رئيس الحكومة ورئيس أكبر كتلة في مجلس النواب. وفكرة الانتخابات المبكرة كانت قد طُرحت منذ سنتين تقريباً ورفضها المالكي وكتلته بقوة يومها، مع أنها كانت ستحدث تغييراً كبيراً في اتجاه العملية السياسية التي ظلت تراوح مكانها بل ترتد الى الخلف.
ومن أقوى الاسباب للاحتجاج على السيد المالكي أن حكومته فشلت فشلاً ذريعاً في كل ميادين عملها، والأنكى انهما –هو وحكومته– مصران على مواصلة هذا الفشل ومتمسكان بشعار "ما ننطيها"!، وما تشهده شوارع العاصمة بغداد في الايام الاخيرة من اختناقات مرورية قاتلة، على سبيل المثال، دليل صارخ على هذا الفشل. فالحكومة لا تجد حلاً لمشكلة فشلها في ضبط الأمن إلا بمعاقبة المواطنين، بدل الإرهابيين، لأنهم يذهبون الى دوائرهم ومحالهم ومكاتب أعمالهم.
لو كنا في دولة ديمقراطية لاقتنع السيد المالكي بان الأكرم له والأنفع لنا أن يقدم استقالته وحكومته -كما تفعل كل الحكومات الديمقراطية في حال مثل حالنا- معترفاً بالعجز عن اخراج العملية السياسية من غرفة الإنعاش، أو في الأقل عدم صلاحية النسخة الراهنة لهذه العملية، ليمهد بذلك الطريق أمام تشكيل حكومة أخرى بمواصفات أفضل من مواصفات حكومته، أو الذهاب الى انتخابات مبكرة.


المدى
العدد (2769)  8/4/2013

 

 

free web counter