| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 8/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

سوريا في ذكرى حرب تشرين

عدنان حسين

منذُ يومين قدَّرت إحدى المنظمات الدولية بنحو ثلاثة آلاف عدد الذين سقطوا قتلى في حملات القمع الدموي الحكومية التي تتعرض لها الانتفاضة الشعبية السلمية السورية المتواصلة منذ سبعة أشهر، إلا أن منظمات سورية مقرّبة من الجماعات المنتفضة تضاعف العدد إلى أكثر من خمسة آلاف.

المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل أعلن أول من أمس انه "تجاوز عدد القتلى منذ اندلاع التظاهرات في سوريا 2900 شخص"، بيد انه استدرك بالقول إن هذا الرقم قد يرتفع انطلاقاً من أن عدد الأشخاص الذين اعتبروا في عداد المفقودين "أكبر بكثير". لكن منظمة (إنسان)، وهي منظمة سورية رائدة في مجال حقوق الإنسان، قالت منذ عشرة أيام إن عدد القتلى يزيد في الواقع عن 5300 شخص.
اليوم الذي صدرت فيه الإحصائية الأممية (أول من أمس) كان يوم الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لحرب تشرين الأول (أكتوبر)، وفي هذه المناسبة بحثت في الانترنت عن عدد الذين فقدتهم سوريا في تلك الحرب، فوجدت أنهم كانوا ثلاثة آلاف شخص، معظمهم من الجنود الذي سقطوا في جبهة الحرب في هضبة الجولان. الذين فقدتهم سوريا في حرب 1973 لم تذهب أرواحهم ودماؤهم هدراً، فبها استعيد جزء من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب حزيران (يونيو) 1967، لكن الدماء التي تُسفك والأرواح التي تُزهق الآن في طول سوريا وعرضها، وبينها دماء وأرواح نساء وأطفال وشيوخ بالإضافة إلى الشباب، إنما تذهب هدراً ولا تستعيد سوريا بها حتى متراً واحداً أو صخرة واحدة في الجولان. ولو كان النظام السوري قد أعدّ العدّة لحرب مع إسرائيل لاستعادة ما تبقّى تحت الاحتلال من الجولان فلربما لم يكن يحتاج إلى أكثر من ثلاثة آلاف شهيد.
النظام السوري يتغنى منذ عقود بممانعته ومقاومته وتحديه، وكذا يردد وراءه حلفاؤه وأنصاره من العرب والعجم. وبالطبع فانه منذ تشرين (أكتوبر) 1973 حتى اليوم لم نشهد نتيجة ملموسة لهذه الممانعة والمقاومة والتحدي لا على صعيد استعادة الجولان ولا في اتجاه استعادة فلسطين (قضية العرب المركزية!)، أو في الأقل إحقاق الحقوق الفلسطينية. وبالطبع أيضاً فان إزهاق أرواح وسفك دماء ثلاثة آلاف سوري بحسب الإحصائية الأممية، أو 5300 بحسب إحصائيات جماعات الانتفاضة السورية، بهذه الطريقة الوحشية فقط من أجل قمع الانتفاضية السلمية المطالبة بالإصلاح والحرية والديمقراطية، لن يفيدان لا في تثبيت الممانعة ولا في تعزيز المقاومة ولا في تقوية التحدي، بل إنهما ينذران بخراب الوطن السوري الجميل على الطريقة التي خرّب بها صدام حسين وطننا العراقي الجميل، وبضياع الجولان إلى الأبد.
 


العدد (2271) السبت 8/10/2011






 

 

 

free web counter