| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت  8 / 3 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ما سرُّ الطائرة اللبنانية؟

عدنان حسين          

بخلاف الذين همّهم وشغلهم كثيراً الخبر الذي بثّته وكالات أنباء وصحف رصينة (رويترز، النهار البيروتية ..) وتبادله وعلّق عليه على نطاق واسع متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي، لم أهتم سوى بتفصيلة واحدة من الخبر الخاص بقطع شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية إحدى رحلاتها اليومية الى بغداد وإعادة طائرتها الى بيروت لأمر يتعلق بابن وزير النقل العراقي.

ما همّني كثيراً ما جاء في بيان رسمي منسوب الى الشركة اللبنانية وتصريحات لأكثر من مسؤول فيها، بان الطائرة اضطرت للعودة الى مطار بيروت بعد عشرين دقيقة من مغادرتها إياه، والسبب ان سلطة الطيران العراقية أبلغت الطائرة بعدم إمكانية استقبالها في مطار بغداد الدولي ما لم يكن على متنها ابن وزير النقل هادي العامري الذي لم يُدرك الرحلة في موعدها.

وما أثار فضولي ما أفادت به مصادر الشركة اللبنانية بان تلك الرحلة جرى تأخيرها عن الموعد المجدول لإقلاعها ست دقائق بسبب تأخر اثنين من الركاب عن الالتحاق بها، هما ابن الوزير العامري وصديق له، نودي عليهما غير مرة ولم يلتحقا بالرحلة برغم التأخير.

وما استهوتني معرفة ما زادته المصادر بالقول ان الراكبين الاثنين وصلا الى بوابة المغادرة بعد إقلاع الطائرة، وان ابن الوزير استشاط غضباً لعدم تأخر الطائرة من أجله وصديقه، وانه توعد بعدم السماح للطائرة بالهبوط في مطار بغداد ما دامت لم تنتظره.

وما شغلني إعلان مصادر الشركة اللبنانية لاحقاً ان طائرتها إنما عادت أدراجها الى مطار بيروت لنقل ابن الوزير، لكن هذا كان قد غادر المطار من دون ترك معلومات عن مكان وجوده.

لماذا لم أكترث كثيراً للتفاصيل التي انشغل بها الآخرون وسرت سريان النار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية ووكالات الأنباء؟

في سبعينات القرن الماضي، أعلنت الحكومة العراقية فجأة ذات يوم عن قطع أو تجميد العلاقات مع لبنان وأمرت بعودة كل العراقيين الموجودين آنئذ في هذا البلد. لم تقدم الحكومة تفسيراً للإجراء، أو بالأحرى قدمت تفسيراً لا يمتّ للحقيقة بصلة. بعد حين علمنا بان ذلك الإجراء أتخذ رداً على قيام أجهزة الأمن اللبنانية بواجبها في ردع أحد أبناء الرئيس آنذاك أحمد حسن البكر، حينما تصرّف على نحو غير مقبول في أحد الملاهي الليلية، فقد استكثر نظام البكر - صدام على الدولة اللبنانية أن تطبّق قوانينها على ابن الرئيس البكر!

ما عرفناه في ذلك الوقت ان ابن الرئيس البكر سكر في الملهى وأساء التصرف فحضرت الشرطة وأخرجته من الملهى، فكان ما كان من أمر قطع العلاقات.

مسترجعاً وقائع تلك الحادثة، وانا أتابع ما ورد من أخبار رحلة الطائرة اللبنانية التي لم تبلغ غايتها في بغداد، بقيت أضرب أخماساً في أسداس عمّا يمكن أن يكون وراء تأخر الراكبين العراقيين عن اللحاق بالرحلة، ولكنني اعترف بأنني عجزت عن الوصول الى حاصل عملية الضرب هذه. ما رأيكم أن أطلب مساعدة من صديق ... منكم !؟
 

المدى
العدد (3025) 8/3/2014

 

 

free web counter