| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 7/4/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

علامَ الغضب في بغداد؟

عدنان حسين   

ما كادت اجتماعات القمة العربية أن تنفضّ حتى فجّر رئيس الوزراء نوري المالكي شحنة كبيرة من الغضب احتفظ بها على مضض، في ما يبدو، منذ يوم نوروز، وتفجرت بعد ذلك صواعق عدة لم تخلُ مما يعكس دواخل شوفينية.

الغضب انصب أولاً على رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وامتد إلى القيادة الكردية كلها، وبطريقة ما إلى الشعب الكردي، والسبب أن بارزاني انتقد في كلمته السنوية لمناسبة عيد نوروز المالكي، متهماً إياه باحتكار السلطة وبناء جيش يواليه شخصياً، لافتاً إلى إن الشراكة التي سمحت بتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت كتلة المالكي والكتلة الكردستانية وائتلاف العراقية بعد الانتخابات النيابية في 2010 أصبحت الآن "غير قائمة تماماً وفقدت كل معنى لها".
مثل أي مواطن عراقي يحق لمسعود بارزاني أن يعبّر صراحة عن رأيه بما يقوم به رئيس الوزراء، سواء كان المالكي أو غيره. وكأي سياسي عراقي يحق لبارزاني أن يكون له رأي معلن في أداء رئيس الوزراء، أكان المالكي أم غيره. وكشريك أساسي وأصيل في العملية السياسية الجارية منذ 2003 فان من واجبات بارزاني ومسؤولياته الوطنية أن يقيّم وينتقد أداء رئيس الوزراء، سواء كان المالكي أم غيره، فما من أحد في النظام الديمقراطي فوق النقد والتقييم والمساءلة.. وحتى التوبيخ.
بارزاني المعروف بصبره وطول أناته لم نعهد منه من قبل مثل هذه المكاشفة، ما يعني أن الكيل عنده قد طفح وان السيل قد بلغ الزبى. وما كان يتعين على رئيس الوزراء ومساعديه أن يفجروا صواعقهم في وجه بارزاني كما لو انه مسؤول في دولة أجنبية غير مسموح له بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق. إن الاستهانة بالكرد كقومية رئيسة في البلد والإفصاح عن رغبة بنبذها (دعوة بعض مساعدي المالكي للكرد بالانفصال ومطالبة آخرين بعدم صرف حصة الإقليم في الموازنة العامة للدولة، أي معاقبة شعب الإقليم)، كشفت عن عنصرية شوفينية تجاه الكرد.
هل كان بارزاني على خطأ في تقييمه للمالكي وأدائه الحكومي؟ ربما، فبارزاني بشر والبشر خطاؤون بطبيعتهم ، وبارزاني سياسي والساسة مثل سائر الناس يخطأون أيضاً. ولكن كيف نفسر غضب المالكي ومساعديه عندما نسمع تصريحات شبيهة بتصريحات بارزاني من أهل بيت المالكي (التحالف الوطني)؟
في الأيام الأخيرة استبعد عضو كتلة المواطن النائب عن التحالف الوطني عزيز العكيلي أي حل للأزمة السياسية الحالية، مشيراً إلى أن المالكي "لا يريد" مشاركة الكتل السياسية بقرارات الدولة، لاعتقاده بأن مصلحة العراق تكون في يده أفضل، واتهم الحكومة ورئيسها نوري المالكي بعدم تطبيق مبدأ الشراكة الوطنية بين الكتل.
في الوقت نفسه حذرت نائبة عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري (التحالف الوطني)، السند الرئيس للمالكي في الحكومة والبرلمان، من الاتجاه "نحو حكومة الحزب الواحد والدكتاتورية"، وطالبت زينب الطائي بأن "تكون هناك شراكة وطنية حقيقية فعلاً لا قولاً".
وسبق لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن اعتبر في منتصف الشهر الماضي، أن الحكومة العراقية "لاهية في تحصيل الكراسي"، متهماً رئيسها بأنه "دكتاتور الحكومة".
أكثر من هذا أن النقد للمالكي وصل إلى بيته الصغير، حزب الدعوة الإسلامية، فالنائب عن (دولة القانون) والقيادي في الحزب الذي يتزعمه المالكي، جواد البزوني، أعلن الخميس عن استقالته من الكتلة ومن حزب رئيس الوزراء في خطوة عكست تذمراً داخل الحزب من الأداء الفاشل للمالكي وحكومته.
لم يكن صدام حسين يقبل بأي نقد له، والنتيجة دمار البلاد دماراً شاملاً.. العراق يحتاج الآن للنهوض من دماره لا إلى نوبة جديدة من الخراب.
 

المدى
العدد (2446) السبت 7/4/2012



 

 

free web counter