| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 7/4/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

بالمشمش.. يا أميركا!

عدنان حسين  

نعم هكذا كان ردّ فعلي الذهني وأنا اقرأ أمس تصريح مستشار وزير الخارجية الأميركي برَت مَكغورك.. حضر تعبير "بالمشمش" في رأسي في الحال إذ قرأت قوله: "سننتظر من الحكومة العراقية تطبيق أقوالها".

مَكغورك كان يتحدث في عاصمتنا أول من أمس الى عدد من الصحفيين، معلناً أن إيقاف العنف في سوريا لا يأتي إلا "بتنحي بشار الأسد"، وهذا التنحي سيكون أعجل وأسهل إذا ما تم "إيقاف عبور الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية".

الطائرات الإيرانية المطلوب وقف تحليقها في الأجواء العراقية عابرة الى سوريا هي تلك التي تحمل أسلحة وذخائر فتاكة يستعملها بشار الأسد في إبادة شعبه منذ سنتين. الأميركيون يعرفون ما يقولون.. لديهم عيون ترى وآذان تسمع، كثيرة وكبيرة مبثوثة في الفضاء وعلى الأرض، وهم قالوا إن ايران تجهّز الأسد بأدوات القتل الجماعي التي تعبر الى سوريا مروراً بأراضينا وأجوائنا.

لم يعد الإيرانيون يذهبون الى سوريا للزيارة أو السياحة أو التبضع، كما كانوا يفعلون قبل انطلاق الانتفاضة السورية، والطائرات الإيرانية عابرة الأجواء العراقية الى سوريا لا تطير فارغة .. إنها طائرات موت تحمل وسائل إفناء البشر والحجر.

المستشار مَكغورك قال إن إدارة بلاده "تعتقد أن خيار الحوار بين جميع الأطراف في سوريا هو الأفضل للوصول إلى نتيجة تجاه العنف الذي يحصل هناك"، بيد أن هذا الخيار، كما استدرك "لا يحصل إلا بتنحي بشار الأسد عن الحكم، عن طريق الضغط عليه، بإيقاف عبور الطائرات الإيرانية عبر الأجواء العراقية إلى سوريا".

وكشف المستشار الأميركي عن أن مسؤولي حكومتنا وعدوا إدارة بلاده بأنهم "لن يسمحوا بمرور طلقة واحدة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية"، وقال "سننتظر من الحكومة العراقية تطبيق أقوالها".

عبثاً يا سيد مَكغورك ستنتظر.. وبالمشمش ستطبق حكومتنا أقوالها لكم، فليس في وسع من ينكث العهد مع أهله أن يفي بالوعد مع الآخرين. هذه الحكومة وعدتنا قبل سنتين بتحقيق كل ما نحلم به. وما حلمنا به كان ينحصر في حقوق أولية لنا، ولم يكن صعب المنال، فلم ينطو على طلب باجتراح معجزات.. تظاهرنا مطالبين بمكافحة الفساد المالي والاداري وبحصة تموينية "مال أوادم" وبتوفير الامن والكهرباء وتبليط الشوارع والأزقة ورفع الأزبال منها وسحب المياه الآسنة والاهتمام بصحتنا وتعليمنا، وتنمية زراعتنا وصناعتنا لإيجاد فرص عمل لخريجينا العاطلين.. كل هذا من مئات مليارات الدولارات المتدفقة على خزينة الدولة من نفطنا وليس من جيب أبي أحد من حكامنا.

حكومتنا التي قمعت يومها مظاهراتنا السلمية بوحشية سافرة تعهدت لنا، بعد أن تحديناها ونزلنا الى الشوارع رغم أنفها وعسكرها، بتحقيق كل مطالبنا التي أقرّت بشرعيتها ودستوريتها، واستمهلتنا مئة يوم ثم مئة أخرى، لكنها لم تفِ بالوعد حتى اليوم بعد مرور 760 يوماً بالتمام والكمال، فالكهرباء على حالها، والحصة التموينية والشوارع.. وكل شيء .. بل إننا اليوم في حال سياسية وأمنية أسوأ مما كنا عليها يومذاك.

بالمشمش يا سيد مكغورك ستطبّق حكومتنا تعهدها لكم بمنع مرور حتى "طلقة واحدة" من إيران الى بشار الأسد.


المدى
العدد (2768)  7/4/2013

 

 

free web counter