| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 7/2/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

وافد جديد إلى العملية السياسية

عدنان حسين

سبحان مُغيّر الأحوال من حال إلى حال بين يوم وآخر! وسبحان قالب الأشياء رأساً على عقب بين عشية وضحاها! وسبحان جاعل حكومتنا ترى أخيراً الأبيض ناصع البياض كما لو انه مغسول مثنى وثلاث ورباع بـ"تايد" الأصلي بعدما كانت تراه حالك السواد ولا تقبل حتى بوصفه رمادياً داكناً مثلاً!

حتى أيام قليلة كانت التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح وبالعيش الكريم التي نظمها الشباب وقادوها واستمروا بها منذ 25 شباط من العام الماضي حركة شيطانية من وجهة نظر الحكومة التي لم يضايقها شيء بقدر تلك الحركة، فقد جندت كل ما في وسعها لإحباطها قبل أن تنطلق (تأليب القوى السياسية والمؤسسات الدينية وإعلان حظر التجوال)، ثم للقضاء عليها بالقوة الغاشمة بعدما فشلت عملية الإحباط المسبق، فيما ظلت (الحكومة) متهاونة مع إرهابيين قتلة باعتراف رئيس الوزراء الذي كشف عن حيازته ملفات تثبت ضلوع مسؤولين كبار في الدولة بأعمال الإرهاب، واحتفاظه بها إلى وقت اللزوم! (لم نسمع حتى الآن أن رئيس الوزراء قد تقدّم بهذه الملفات إلى القضاء ليأخذ القانون مجراه).
والأسبوع الماضي أفادنا المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء بان المتظاهرين "لا يُمثّلون شيئاً للحكومة"، أي أنها لا تأبه بهم وبحركتهم. لكننا نكتشف الآن إن الحكومة هي في غاية اللطف والعطف والحنية والأريحية تجاه شباب ساحات التحرير، فها هو النائب (الشاب) عن دولة القانون سعد المطلبي يفيدنا بأنه التقى الشباب "الذين تظاهروا في ساحة التحرير ببغداد وتوصلنا معا إلى فكرة تقضي بتشكيل حركة سياسية يكون الشباب هم قوامها وبالتالي إدخالهم في العملية السياسية ليكونوا هم أصحاب القرار، وهذه الحركة أطلقنا عليها تسمية حركة الشباب الحر".
لم يفت السيد المطلبي، كعادة زملائه أعضاء مجلس النواب من كل الكتل والائتلافات، أن يلقي خطبة عصماء في فضل ما قام به هو وحكومته وفي نُبل المقاصد مما قام به هو وحكومته. قال: "هكذا لن يضطروا (الشباب) إلى التعويل على الأحزاب السياسية فالشباب هم الأكثرية في العراق ومن الأفضل أن يكونوا هم قادة البلد". وتابع "رأيت من الأفضل أن ندخلهم للعملية السياسية من البوابات الصحيحة وبالطرق المدنية ونبعدهم عن المتطرفين حتى لا يتم استغلالهم وإبعادهم باسم الطائفية والتكتلات المذهبية التي ابتلينا بها".
هكذا نفهم من كلام النائب أن شباب ساحات التحرير يعنون أشياء للحكومة، بخلاف ما أعلنه الزميل المستشار الإعلامي، وان الحكومة لهذا السبب وضعت خطة لتأطيرهم سياسياً على غرار ما كان يفعله النظام السابق.
نكون في غاية البلادة إن لم نلاحظ أن الكشف عن هذه الخطوة يأتي عشية الذكرى السنوية الأولى لتظاهرات 25 شباط وغداة إعلان مجموعات من الشباب عن العزم على إحياء هذه الذكرى وتكريم ضحايا القمع الحكومي للتظاهرات.
ولكن أي شباب أعدت الحكومة لضمهم إلى العملية السياسية؟ على مدى أسابيع رأينا مجموعات مسلحة بالعصي وسوء الخلق تزاحم شباب التظاهرات في ساحة التحرير وتشوّش عليهم وتفرّق صفوفهم. وإذا كان هؤلاء هم الذين عناهم النائب المطلبي في تصريحه فمعنى ذلك أن العملية السياسية ستستقبل من هم أقرب إلى الشقاة والبلطجية ليلتحقوا بقتلة وإرهابيين سبق أن ضُمّوا إلى هذه العملية بذريعة "تمثيل المكونات".
 

المدى
العدد (2387) الثلاثاء 7/2/2012



 

 

free web counter