| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 7/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

إعلام يحقق العدالة ايضا

عدنان حسين

إكليل غار جديد يُتوج هامة الإعلام الحر المستقل، وعلامة مجد وفخر أخرى يتزين بها صدر هذا الإعلام هذه الأيام، فقضية المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، الفرنسي دومينيك ستروس- كان، المتهم بمحاولة إغتصاب عاملة فندق تأخذ الآن منحى مختلفاً عن منحى البداية بفضل هذا الإعلام الذي سرّه في قوته، وقوته متأتية من حريته واستقلاله.

النائب العام لمدينة نيويورك الأميركية سايروس فانس بدا في بداية القضية التي وُضعت في عهدته واثقاً من انه ينتصر لإمرأة عادية ضد شخصية ذات نفوذ دولي طاغ، وكان ذلك موضع تقدير له من الإعلام الحر والمستقل، الأميركي والفرنسي وغيرهما، لكن هذا النوع من الإعلام لا يركن عادة الى ما يعتبرها البعض مسلمات، فلم يعوّل على الدلائل التي توفرت للمدعي العام وأمر بموجبها بحبس ستروس – كان ثم بوضعه تحت الإقامة الجبرية بكفالة مليونية، بل إستند هذا الإعلام الى حريته وإستقلاله وإمكانياته المالية الجيدة والى شكوكه المشروعة ليضيء على القضية من كل جوانبها، بما فيها التاريخ الشخصي للسيدة خادمة الفندق التي اتهمت المسؤول الدولي بمحاولة اغتصابها.
الإعلام الحديث يسابق الضوء في حركته، فتوصّل بفضل هذا الى معلومات كان من الصعب على القضاء أن يبلغها بمثل هذه السرعة. وقد ساعد الإعلام بهذا في الكشف عن ثغرات واسعة في إفادة المشتكية وعن نقاط عديدة مثيرة للشك في تاريخها في بلدها الاصلي، غينيا، وفي الولايات المتحدة التي انتقلت اليها طالبة مع زوجها اللجوء السياسي بناء على ما ظهر الآن انه إدعاءات غير مؤكدة. وقد تبين من خلال التحقيقات وجود شبهة بعلاقات مريبة لعاملة الفندق النيويوركي مع أنشطة إجرامية كتبييض الأموال والإتجار بالمخدرات، حيث ظهر ان عدة أفراد أضافوا الى حسابها في البنك خلال السنتين الأخيرتين أموالا سائلة بلغ مجموعها نحو 100 الف دولار.
وبعدما أصبحوا واثقين من براءة رفيقهم الذي يعتقدون انه كان ضحية لمؤامرة سياسية، يدعو بعض الاشتراكيين الفرنسيين الذين ينتمي اليهم ستروس – كان الى ترشيح الرجل الى انتخابات الرئاسة الفرنسية المقبلة.
ومهما يكن أمر هذه الدعوة فان الإعلام الحر المستقل يحقق الآن مأثرة جديدة في المساعدة في كشف الحقيقة وإحقاق الحق وتحقيق العدالة.
هذا درس يتعيّن أن يتأمله ويعاينه ملياً المسؤولون الإداريون والأمنيون في بلادنا، الذين تصيبهم الحمى ويمسك بتلابيبهم الذعر والهلع لمجرد ذكر حرية الإعلام واستقلاله، فهم لا يرون في الإعلام الحر المستقل الا عدواً متربصاً بهم فلا يكفّون عن الكمون له والتربص به والسعي لكتم أنفاسه، وها نحن في العراق نرى الآن ما يشبه التسونامي من دعاوى الأجهزة الحكومية المدنية والأمنية ضد العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية لأنها انتقدت سلوكيات وتصرفات ومواقف وقالت ما تراه حقيقة بشأنها.
لن يكون في صالح أحد، الا الفاسدين والمفسدين والقتلة ومنتهكي القانون والمتجاوزين على حقوق الغير ومن على شاكلتهم، أن يفقد الإعلام حريته واستقلاله، فإن خسر الإعلام هذه الحرية وهذا الإستقلال ضاعت على المجتمع برمته والأفراد بأجمعهم حقوقهم الأساسية، وأصبح الجميع تحت طائلة نظام لا تتحقق فيه العدالة ولا تترسخ سلطة القانون.



العدد (2183) الخميس 7/07/2011






 

 

 

free web counter