| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 7/8/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

عراقية.. ولا تعرف أين تقع سوريا!

عدنان حسين

زعل المسؤولون في قناة "العراقية" زعلاً شديداً من وصفي قناتهم في عمود سابق بأنها عوراء. وبلغ منهم الزعل مبلغاً أن أحدهم توعد "المدى" بعدم نشر إعلانات القناة، وربما شبكة الإعلام العراقي كلها، في الصحيفة.

ما كان لذلك الوصف أن يكون من دون متابعة متواصلة لبرامج القناة المأخوذة موازنتها من الموازنة العامة للدولة، ومقارنة هذه البرامج بما تقدمه محطات محلية وعربية عن الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. فـ"العراقية" لا ترى إلا النصف الملآن من الكأس أما النصف الفارغ فلا يقع عليه نظرها.
"العراقية"، كما هو مفترض، هي قناة الشعب العراقي التي من مهامها أن تكون عينه التي ترى ما يجري على أرض الواقع وتنقله الى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وان تكون العين الرقيبة في الوقت نفسه على هذه السلطات لضمان أنها تعمل على النحو الذي يؤمّن احتياجات الشعب ومتطلباته. لكن القناة ليست كذلك في الواقع، فهي تبدو مفتوحة العين على ما تريده الحكومة من دعاية لها ومغلقة العين عما يريده الشعب. وقنوات محلية مثل "الرشيد" و"بغداد" و خارجية مثل "الحرة عراق" و"العربية" و"الشرقية" و" البغدادية" أفضل من "العراقية" كثيراً على هذا الصعيد، وهذا ما يجعل هذه القنوات أكثر شعبية من قناة العراق الوطنية التي من المفترض أن تحظى بأكبر نسبة إقبال من المشاهدين المحليين.
عور "العراقية" لا يقتصر على الشؤون المحلية، فإلى بعض الشؤون الخارجية تنظر هي بعين وعين... تنتقي ما تريد أن تراه بعين واحدة وما تريد أن تراه بعينين .. الأحداث في اليمن وليبيا ومصر لهما عينان اثنتان من "العراقية"، اما الأحداث الأكثر دراماتيكية والأوثق صلة بأوضاع العراق واهتمامات العراقيين فلها عين واحدة، بل نصف عين في أغلب الأحيان.
"العراقية" لا ترى مسيل الدم الدفّاق ولا ألسنة النار والدخان، ولا أكداس جثث القتلى في المدن والقرى السورية. وهي لا تسمع دوي الانفجارات الناجمة عن قذائف الدبابات التي تدك البيوت والممتلكات دكّاً، فلا تعطي لهذا كله من الاهتمام ما يساوي اهتمامها مثلا بخبر مقتل 8 مدنيين من عائلة واحدة في غارة لحلف شمال الأطلسي في ولاية هلمند الأفغانية أو خبر توبيخ الرئيس الروسي ميدفيديف مجلس الشيوخ الأميركي عن موقفه من جورجيا!.
موقف القناة هو بالطبع صدى لموقف الحكومة التي اختارت على نحو غير مبرر الوقوف الى جانب النظام السوري ضد شعبه، برغم كل ما ينطوي عليه هذا الموقف من استفزاز للمواطن العراقي المؤيد لنظيره السوري في السعي للخلاص من نظام القمع والاستبداد الذي يتحمل أيضا مسؤولية مباشرة عن مقتل مئات العراقيين في أعمال إرهابية عبر القائمون بها الى العراق من سوريا في الغالب، وأقام بعض المخططين والممولين لها في مدن سورية.
الموقف الحكومي يعطيه البعض بعداً طائفياً ارتباطاً بعلاقة النظام السوري بإيران وحزب الله اللبناني، فيما يرى البعض انه انصياع لقرار إيراني .. ومهما يكن من أمر فان "العراقية" غير مضطرة لاتخاذ موقف مع او ضد ثورة الشعب السوري، لكن من المتوجب عليها من الزاوية المهنية أن تعطي الحدث السوري أهمية تتقدم على أهمية الحدث المصري او اليمني او الليبي، فالحدث السوري أكثر دموية، وهو الأكثر تأثيراً على العراق والعراقيين .. يتعين أن تعرف العراقية ان سوريا تقع عند حدود العراق، وان فيها يعيش عراقيون بمئات الآلاف عدداً، وان بين سوريا والعراق حركة تجارية واسعة .. دعك من الأهمية الكبيرة لحدوث تغيير ديمقراطي في سوريا يضمن عدم عودة الحدود العراقية السورية الى مصدر للإرهاب ضد العراقيين ومعبر للإرهابيين، كما كانت عليه الحال لسنوات عدة حتى وقت قريب للغاية.
 


العدد (2214) الأحد 7/08/2011






 

 

 

free web counter