| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 7/1/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

تركي الحمد مسجوناً.. محنة أمة

عدنان حسين       

بين انتقادات دأب على توجيهها إلى الأوضاع التي يجابهها العرب والمسلمون عموماً في كتبه ومقالاته المنشورة، كتب المفكر السعودي تركي الحمد انه بينما ينشغل العالم بالتحديات والمخاطر الكبرى المحدقة بحياة الكوكب والبشر العائشين عليه، ننشغل نحن بالمرأة، نريد لها ألاّ تخرج من بيتها إلا إلى قبرها.
كانت هذه واحدة من تغريدات لتركي الحمد، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعتقل على إثرها في بلاده في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وهي تغريدات دعا فيها إلى المراجعة وتحرير الفكر من عبودية الفقهاء والمفسرين الموتى منذ الف سنة ويزيد واستبداد من ينصّبون الآن أنفسهم مفتين ومفسرين من دون قواعد وضوابط، والى الانفتاح على المستقبل والانتماء إليه، كما حذر فيها من "نازية جديدة" يسعى الإسلامويون الى فرضها على شعوبنا وأممنا.
مصير تركي الحمد القابع في السجن الآن يُظهر كم أننا أمة مشغولة بملاحقة ومكافحة الفكر فيما العالم يوسّع دائرة الحريات، وبالأخص حرية التفكير والتعبير، فيحصد الانجازات والمكاسب العلمية التكنولوجية والادبية والفنية وتترقى حياة شعوبه.
تركي الحمد كاتب مبدع ومفكر مرموق، وهو معروف باعتداله ووسطيته، ومع هذا يتعرض للاعتقال وربما إلى الضغط والإكراه داخل سجنه، فثمة حملة تكفير كارثية يشنها السلفيون المتشددون ضده وضد فكره. فإذا كنا لا نتحمل مفكراً من هذا الطراز وفكراً من هذا النوع كيف لنا أن نتطور ونتقدم؟ كيف نتحرر من تخلفنا التام الشامل؟
عيب كبير أن يُعتقل تركي الحمد وكل كاتب ومفكر وكاتب لا ذنب له سوى انه يمارس حقه الطبيعي المعترف به في كل الشرائع الدولية في أن يفكر، وسوى انه يمارس حقه الطبيعي المكرّس في كل الشرائع الدولية في التعبير علناً عما يفكر فيه.
وعيب أكبر أن يسكت المثقفون العرب والمسلمون على اعتقال تركي الحمد بسبب فكره وتعبيره عن هذا الفكر علانية.
لنطالب جميعا بإطلاق سراح تركي الحمد فوراً، ولندعم الحملة التي أطلقها بضع مئات من المثقفين والناشطين السعوديين للدعوة الى تحرير تركي الحمد من محبسه، ولتكن هذه مقدمة لحملة تطالب الحكومات العربية والإسلامية بالكف عن فرض الرقابة على الفكر ومنع ملاحقة الكتاب والمفكرين والأدباء والفنانين والإعلاميين.


المدى
العدد (2693)  7/1/2013



 

 

free web counter