| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 6/3/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ألغام وصواعق مذهبية

عدنان حسين  

أفترض أن مطالبة وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب أول من أمس بإزالة "الألغام والصواعق" المذهبية التي تتضمنها بعض المناهج الإسلامية المدرسية، تمشي في الاتجاهين، أي انه يرغب بذلك سواء كانت هذه المفردات لصالح السنة ضد الشيعة أم لصالح الشيعة ضد السنة.

الأديب كان يتحدث في مؤتمر للإعلان عن البدء بتطوير وتغيير مناهج الإسلام في الجامعة العراقية الإسلامية، حيث قال، بحسب ما نقلت "السومرية نيوز"، إن "الألغام والصواعق التي وُضعت في بعض المفردات في المناهج الإسلامية يجب أن تُزال منها"، مُحذّراً "من توظيف مفردات وآيات قرآنية لتصعيد الصراع المذهبي في العراق"، وأضاف أن "التطرف الذي يدعو إلى الاقتتال مناف تماماً لكل المبادئ الأساسية والقيم التي جاء بها الإسلام".
الكثير من مناهج الدراسة في مدارسنا وجامعاتنا، وبخاصة مناهج الدروس الإسلامية والتاريخ، في حاجة ماسّة إلى تغييرات جوهرية. هذا ما يتفق عليه منذ حين الكثير من التربويين والمتخصصين في العلوم الاجتماعية المختلفة، فضلاً عن أهالي التلامذة والطلبة الذين يرون أن بناتهم وأبناءهم يتعرضون إلى نوع من التضليل وغسل الدماغ وتنمية روح الكراهية ومشاعر الحقد على الآخر المختلف مذهبياً ودينياً وقومياً.
لقد آن الأوان لمراجعة مناهج الدراسة في كل المراحل لتنقيتها من "الألغام والصواعق" المبثوثة داخلها، وهذا يتطلب تشكيل لجان يُصار إلى اختيار أعضائها وفقاً لمعايير الوطنية والمواطنة والكفاءة العلمية، وليست بناءً على المواصفات الطائفية والدينية والقومية، لنضمن أن تُوضع للمدارس والجامعات مناهج تكرّس في نفوس التلامذة والطلبة روح المواطنة والوطنية.
ولكن على خطورة وضعها، فإن المناهج المدرسية والجامعية ليست وحدها الحاضنة للألغام والصواعق المذهبية، فشوارع مدننا تغصّ بمثلها.. جدران المباني الحكومية والدور الخاصة تضجّ بالصور والشعارات المثيرة للنعرات الطائفية. وهذه هي الأخرى في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر، بل منعها بتفعيل القوانين التي تحظر تشويه معالم المدن.
حقيقةً لا أفهم لماذا يُصرّ البعض على نشر عشرات الآلاف من الصور لشخصه، وأحياناً لأبيه وأعمامه أيضاً، بمناسبة ومن دون مناسبة، فكثير من هذه الصور تُصبح ألوانها حائلة بعد فترة أو تتأثر بالمطر والريح والغبار وكذلك بالأوساخ والقاذورات المتصاعدة بسبب حركة السيارات في الشوارع، فتتحول الى مشهد مزعج يخدش الأذواق والحواس ويُسيء إلى مناظر المدن التي تعاني في الأساس من مشاهد النفايات والأتربة والمياه الآسنة وسواها مما تزدحم به الشوارع والأزقة والساحات.
من غير المفهوم كيف لم يعتبر القائمون على نشر هذه الصور بما آلت إليه صور صدام حسين والشعارات التي تُمجده وتمجد حزبه! ومن غير المفهوم كيف تقبل الشخصيات الدينية التي تملأ صورهم جدران المباني بان يجعلوا من أنفسهم، عبر هذه الصور، محلاً للتندر والسخرية.. وكذلك ألغاماً وصواعق مذهبية!

 

المدى
العدد (2415) الثلاثاء 6/3/2012



 

 

free web counter