| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 6/6/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

الشعب يريد إعلان الحقيقة

عدنان حسين

وهو ماضٍ لملاقاة الشعب يوم غد أو بعد غد على موعد المئة يوم، لا بدّ أن رئيس الوزراء نوري المالكي يجد نفسه الآن في وضع لا يحسده عليه الصديق ولا يتمناه له حتى الخصم (النبيل بالطبع).غداً أو في اليوم التالي يتعيّن أن يتوجه السيد المالكي بكلمة إلى الشعب، مثلما فعل منذ مئة يوم، لا ليعد ويتعهد هذه المرة، وإنما ليحكي عما آلت إليه الوعود والتعهدات التي أطلقها غداة التظاهرات المُطالبة بتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية التي لم تحققها حكومته السابقة ولا الحكومات الأسبق، وبإصلاح النظام السياسي برمته بعدما تبيّن للشعب إن هذا النظام هو علة العلل وأم المشاكل.

قبل أن يُلقي النظرة الأخيرة على الكلمة التي أعدّ لإلقائها، أقول للسيد المالكي إن الشعب ينتظر منه خطاباً مختلفاً، صريحاً وصادقاً. هذه المرة لن تنطلي على الشعب المأزوم والممحون والملتاع والمكتوي والمطعون والمجروح والمخدوع والمضحوك عليه.. لن تنطلي عليه أية كلمات منمَقة ولن يقبل بأية حجج وذرائع، فالكيل لديه طفح، والسيل عنده بلغ الزبى، ولم تعد فيه بقية من صبر أو قوّة تحمّل ولو بمقدار مثقال ذرة.

إذا لم يكن السيد المالكي يعرف فمن الواجب إبلاغه بان الشعب، أو غالبيته الساحقة على وجه الدقة، لم يعد يصدق بما تقوله الحكومة وكذلك الطبقة السياسية المتنفذة كلها، بكافة الطوائف والقوميات والأحزاب والكتل والائتلافات التي تتحدث باسمها وتدّعي تمثيلها، ولا يوجد في هذا أيّما استثناء. الشعب يرى إنهم جميعا كذّابون، وهولا يتوقع منهم الصدق. لذا أؤكد مئة مرة أن الشعب ينتظر من رئيس حكومته هذه المرة خطاباً مختلفاً.. صادقاً وصريحاً، ليس أقل من هذا بل ليس غير هذا البتة.

الحال التي آل إليها موقف الشعب من الطبقة السياسية الحاكمة ليس وراءها الأعداء المتربصون والمتخرصون، كما قد يقول البعض ممن لا يُعجبهم هذا الكلام.. سلوك وتصرفات ومواقف القادة والزعماء في هذه الطبقة هي التي صنعت هذا. سيل أكاذيبهم الذي ظلَ يتدفّق منذ 2003 هو الذي جرف الثقة بهذه الطبقة وجعلها أثراً بعد عين.. قالوا إنهم ضد الطائفية والمحاصصة والفساد، لكنهم كانوا طائفيين ومحاصصيين وفَسَدة بامتياز.. قالوا انهم مع الوطنية والديمقراطية الفيدرالية وحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة، بيد أنهم جميعا واصلوا سباقاً ماراثونياً طويلاً على انتهاكها والدوس على مبادئها وعلى القيم الإنسانية. وكانت آخر دفقة في سيل هذه الأكاذيب "السلة الواحدة" التي وُضع فيها الثلاثي نواب رئيس الجمهورية، بعدما أقسم قادة هذه الطبقة كلهم بشرفهم ومبادئهم وقيمهم على أنهم لن يسمحوا لصفقة فاسدة كهذه بالمرور!!

الحكومة ليست حكومة حزب الدعوة الإسلامية ولا حكومة دولة القانون أو التحالف الوطني وسائر الكتل والائتلافات التي تشكلت من ممثليها.. انها حكومة الشعب العراقي كله.. أثمرتها انتخابات عامة شارك فيها الشعب بأغلبيته وليس أعضاء ومؤازرو حزب الدعوة ودولة القانون والتحالف الوطني والائتلافات الأخرى وحدهم.. وهي حكومة أقسمت على خدمة الشعب ورعاية مصالحه وتحقيق مطالبه، وعلى هذا الأساس مُنحت الثقة.

والآن فان من المطالب الأساسية للشعب أن يعرف الحقيقة، أن يقول له رئيس حكومته بالتفصيل لماذا لم تظهر خلال المئة يوم الماضية أي ملامح لتحسن في الأوضاع؟ بل لماذا تبدو الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وأوضاع الحريات والحقوق المدنية اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل يوم 25 شباط 2011، الذي تظاهر فيه الشعب في طول البلاد وعرضها مطالباً بتوفير الخدمات والاحتياجات وبإصلاح النظام السياسي.

السيد رئيس الوزراء: الشعب يريد منك أن تقول، غداً أو بعد غد، الحق والحقيقة ولو على نفسك.




العدد (2152) الأثنين 6/06/2011






 

 

 

free web counter