| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 6/9/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أهِيَ زوبعةٌ زوبعية؟

عدنان حسين

متأخرٌ كثيراً هذا الاكتشاف من جانب عضو مجلس النواب عن ائتلاف "العراقية" النائب طلال الزوبعي، فمن أول واجبات عضو البرلمان الاستماع إلى ما يقوله الناس والإعلام لكي يكون عند مستوى المسؤولية المناطة به. ومن قبل أن يدخل السيد الزوبعي البرلمان كان الناس والإعلام يتحدثون في موضوع اكتشافه المتأخر. لكن أن تأتي الأشياء متأخرة أفضل من ألا تأتي أبداً كما يقول الفرنسيون.

منذ سنوات نعرف أن "لقاءاتٍ سريةً يُجريها مسؤولون عراقيون كبار في الدولة مع تجار ورجال أعمال في دول الجوار لعقد صفقات تجارية مشبوهة"، كما جاء في البيان الصحفي الذي وزّعه مكتب النائب الزوبعي أمس الأول، معتبرا فيه أنّ "هذه اللقاءات السرية هي انتقاص من هيبة الدولة والمناصب الحكومية التي يشغلها هؤلاء المسؤولون الكبار في الدولة"، وهي "استخفاف واستهتار بمؤسسات الدولة والجهات الرقابية".
كثيرون، أكثر مما يتصور النائب، ومنهم، نحن العاملين في الإعلام، هم الذين يعرفون بأمر هذه اللقاءات والصفقات التي كانت تجري من قبل أن يصبح السيد الزوبعي عضوا في البرلمان... ونزيد النائب المحترم علماً بان بعض هذه اللقاءات يُعقد علناً تقريباً، وان بعضها الآخر يجري داخل العراق، بل أن بعضها الثالث يُعقد في الدواوين الحكومية من دون أي خشية أو وجل.
ولعلم النائب االزوبعي فان المسؤولين الكبار الذين يعقدون هذه اللقاءات لترتيب الصفقات التجارية المشبوهة موزعون على القوائم والكتل والائتلافات الممثلة في البرلمان والمشاركة في الحكومة جميعاً من دون أي استثناء، بمن فيها قائمته "العراقية".
المهم الآن ما الذي سيفعله النائب الزوبعي بعدما اكتشف أمر هذه اللقاءات والصفقات وأصبحت بين يديه الوثائق والحقائق التي استند إليها في الكشف عن هذا الأمر؟ هل يسكت كما سائر زملائه الحاليين والسابقين؟ أم يقوم بخطوة تنسجم مع اليمين الذي أدّاه يوم ترسيمه نائباً عن الشعب وممثلا للأمة في البرلمان؟
السيد الزوبعي أعلن في بيانه انه سيقوم "قريباً بالكشف عن أسماء هؤلاء المسؤولين الكبار وإجراء التحقيق معهم من أجل محاسبتهم واستجوابهم في البرلمان وسحب الثقة عنهم".
في الماضي، القريب جداً، أصدر أعضاء في مجلس النواب، مثل السيد الزوبعي، بيانات مماثلة تخص الفساد المالي والإداري والقائمين به، وأدلوا بتصريحات تعهدوا فيها بمثل ما يتعهد به الآن النائب الزوبعي، لكنّ كلامهم كان ما يلبث أن يمّحي ويختفي كل أثر له مع أنهم كانوا يتكلمون في النهار أمام الكاميرات وليس في الليل.
في ما يبدو إن تعهدات النواب تلك كانت لابتزاز المسؤولين الفاسدين أو لشراء السكوت من كتل وائتلافات مقابلة عن فساد مماثل.
نأمل ألا يندرج النائب الشاب طلال الزوبعي في عداد ذلك الرهط من النواب، فتكون تعهداته في بيانه الأخير مجرد زوبعة زوبعية في فنجان.

سننتظر لنرى.


العدد (2239) الثلاثاء 6/09/2011






 

 

 

free web counter