| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 5/5/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

دولة متوحشة بالثلاث

عدنان حسين
 

الدولة الفاشلة متوحشة بالضرورة، كما الولد الفاشل سيئ الأخلاق.. كانت دولة صدام حسين متوحشة لأنها فاشلة، وها هي دولتنا التي أقمناها بعد سقوط دولة صدام حسين وأدّعينا بانها ستكون نقيضها.. ها هي تثبت مرة أخرى فشلها وتعبّر عن هذا الفشل بوحشيتها.

دولتنا هذه سجّلت في غضون سنة واحدة، بـ 12 شهراً و365 يوماً، 372 انتهاكاً ضد الإعلام والإعلاميين، لتحتل مركز الصدارة في العالم على هذا الصعيد. فالتقرير السنوي الذي أصدره مرصد الحريات الصحفية في العراق لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار أفاد بأن الانتهاكات والهجمات والاعتداءات "الشرسة" التي تعرض لها الصحفيون والإعلاميون في مدن العراق، بما فيها إقليم كردستان العراق، منذ الثالث من أيار العام الماضي تصاعدت بنسبة 55 في المئة مقارنة بالسنة السابقة، لتبلغ 372 انتهاكاً، وأضاف أن العراق تصدّر بلدان العالم قاطبة في مجال "إفلات الجناة من العقاب".
ورصد التقرير 91 حالة اعتداء بالضرب "تعرّض لها صحفيون ومصورون ميدانيون من قبل قوات الأمن والجيش العراقيين"، فيما "أعتقل واحتجز 67 صحفياً واعلامياً، تفاوتت مدد اعتقالهم و احتجازهم"! ولاحظ أن "السلطات الأمنية أغلقت 9 مؤسسات اعلامية، أعيد للعمل 8 منها وما زالت واحدة مغلقة إلى الآن، وتعرضت 11 مؤسسة اعلامية للمداهمة والعبث بمحتوياتها وتهشيم بعض أجهزتها، وسجلت 69 حالة تضييق و49 حالة منع و8 هجمات مسلحة تعرض لها صحفيون ومؤسسات إعلامية، و56 حالة لانتهاكات مختلفة"... وكل هذه الحالات، أو الأغلبية الساحقة منها، نفّذتها بكل فخر وأعتزاز قواتنا الباسلة !! قوات الأمن والجيش التي حلمنا ونحن نناضل ضد صدام ودولته الفاشلة أن تكون وطنية ، أي أن تكون رحيمة، أي ان تنصرف الى مهمتها الأساس وهي حماية الوطن والمواطن وليس إهانة المواطن .. والوطن بالضرورة.
كل هذا يحدث للإعلاميين بالرغم من كاميراتهم وعيونهم المفتوحة على الآخر وأقلامهم وكومبيوتراتهم العاملة على مدار الساعة، وبالرغم من المؤسسات التي تقف وراءهم .. ما الذي فعلته إذاً هذه القوات بالمواطنين العاديين الذين لا حول لهم ولا قوة لهم؟ أي سجل مخز من البطش سطّرته هذه القوات في دفتر واجباتها اليومية ما دامت قد ارتكبت كل هذه الأعمال المخزية في حق الإعلاميين؟
وزاد تقرير المرصد على ما سرده من حالات الإنتهاك تلك قائلاً انه "في الوقت الذي سجلت فيه 12 حالة قتل للصحفيين خلال الفترة المذكورة، يحتل العراق المرتبة الأولى على مؤشر الإفلات من العقاب، وهو في مقدمة البلدان التي يجري فيها اغتيال الصحفيين بصفة متكررة، ولا تتمكن فيها الحكومات من ملاحقة الجناة، ولم تحقق السلطات بصفة جدية في أي من حوادث قتل الصحفيين منذ العام 2003، كما لم يتم جلب أي من الجناة أمام العدالة".
ان دولة لا تتردد في انتهاك حقوق الإعلاميين وكراماتهم على هذا النحو السافر وبهذا المقدار الهائل لهي دولة متوحشة بالثلاث وفاشلة بالثلاث، يُحار مواطنوها في توصيفها، ودولة كهذه مدعاة للتبرؤ منها.. انها دولة لا تستحق الحياة، فهي ليست الدولة التي حلمنا بها وناضلنا في سبيلها وضحيّنا من أجلها.



العدد (2121) الخميس 05/05/2011






 

 

 

free web counter