| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 5/3/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ليبيا .. ونحن

عدنان حسين  

أكيد أن العالم غداً أفضل وأجمل وأكثر أماناً من دون معمر القذافي، مثلما صار كذلك من دون صدام حسين وقبله هتلر وموسوليني وستالين وفرانكو وسالازار وبينوشيه وبول بوت وأمثالهم. لكنّ ليبيا لم تُصبح بعد أفضل وأجمل وأكثر أماناً مما كانت عليه مع القذافي مثلما لم يُمسِ العراق بعد بالصورة التي رسمناها له بعد صدام، صورة العراق الأفضل والأجمل والأكثر أماناً.

منذ يومين نُشرت أخبار عن تقرير أعدته لجنة التحقيق الدولية التي شكلتها الأمم المتحدة بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية التي كانت ترتكبها قوات القذافي ضد المنتفضين.
التقرير الذي سيناقشه مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة يخلص إلى أن قوات القذافي ارتكبت "جرائم دولية ضد الإنسانية في إطار هجوم واسع شنته بشكل ممنهج ضد السكان المدنيين"، وإن "أعمال القتل والتعذيب والسلب والنهب لا تزال مستمرة في ليبيا في ظل حكم السلطات الجديدة".
الزميل اللبناني كمال قبيسي واحد من أنبه الصحفيين العرب.. انه ينقّب ليل نهار عبر الإنترنت عن أخبار يتقصّاها بجَلد وعناد ليصنع قصصاً مثيرة ويحوّلها إلى قضايا رأي عام، وهو يعمل الآن مراسلاً لـ "العربية نت" من لندن. آخر قصصه لها علاقة بليبيا ما بعد القذافي، فقد التقط فيلماً موضوعاً في موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" وكتب عنه قصة قدّم لها بالآتي:
"على وقع أجمل هتافات الإسلام، وهي عبارة "الله أكبر" المستهدفة طغيان كل من تجبّر وتكبّر، يجري التنكيل في ليبيا بمرتزقة أفارقة معتقلين لدى فئة من الثوار، يبدو أنها خرجت على القانون العام والتعامل الإنساني، وحتى عن تعاليم الإسلام بضرورة التعامل السمح مع الأسير. نرى في الفيديو الذي تم وضعه في "يوتيوب" منذ 10 أيام، شاهده خلالها 93 ألفاً، أن "الثوار" وضعوا المعتقلين الذين قادهم فقر مدقع للتعامل مع القذافي، داخل أقفاص مخصصة أصلاً للحيوانات، ربما بعد أن ضاقت سجونهم بمعتقليها، ونراهم وقد سدوا أفواههم بقطع قماش من علم ليبيا القذافية الأخضر، ثم راحوا يتجبّرون عليهم وهم مذعورون".

http://www.alarabiya.net/articles/2012/03/03/198271.html

هذه القصة تعزز تماماً ما جاء في تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن ما ارتكبه ويرتكبه "الثوار" من فظاعات. وخلاصة ما في التقرير وقصة الزميل قبيسي والقصص الكثيرة التي تُنشر في صحافة العالم انه بخلاف ما حصل للعالم فأن الميليشيات المسلحة لم تجعل ليبيا أفضل وأجمل وأكثر أماناً مما كانت مع القذافي، وهذه الميليشيات تابعة للقوى الإسلامية التي تتولى السلطة في ليبيا.
هل نحن بإزاء قانون راسخ يقضي بان تتعامل القوى الإسلامية عندما تتمكن من السلطة بفظاظة وفظاعة مع الآخرين بما يشبه ما كانت تفعله الأنظمة التي عارضتها في السابق؟
هنا في العراق نحن نعيش الحال نفسها منذ إسقاط نظام صدام، فالقوى الإسلامية التي مكّنها الأميركيون من تسيّد المشهد السياسي وقيادة الدولة فشلت فشلاً ذريعاً في جعل العراق أفضل وأجمل وأكثر أماناً مما كان عليه في زمن صدام. وإن كنتم في شك اقرأوا صحافتنا وتابعوا إذاعاتنا وتلفزيوناتنا وراجعوا تقارير المنظمات الدولية المُعتبرة لتتأكدوا من أننا لم نزل، بعد تسع سنوات من إزاحة صدام، دولة فاشلة تماماً.

 

المدى
العدد (2414) الأثنين 5/3/2012



 

 

free web counter