| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 5 / 10 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

صبراً جميلاً .. حسن العلوي

عدنان حسين    

ردّ زميلنا المعلّى الأستاذ حسن العلوي على زميل له في مجلس النواب عن أحد الأحزاب الحاكمة كان قد شتمه عبر احدى الفضائيات، مقدّماً، كعادته، بياناً بليغاً وبلاغاً مبيناً، متصفحاً التاريخ العراقي الحديث صفحة صفحة بحثاً عن ذكر لشاتمه في مظاهرة أو معتقل فلم يجد، ، ومقلّباً بعض الصخر والحجر ليفرّجنا على بعضٍ من ديدان تسري وهوامٍ تتسلل.

ما قاله العلوي في قطعته الأدبية المحبوكة وكلمته السياسية المسبوكة أجمتله فقرة جاء فيها :"لا أدري ما إذا كان هذا الرجل قد دخل مدرسة عراقية أم لا ، ولا أعرف من أي الجامعات استقى لقبه العلمي وأين طبع ونشر اطروحته العلمية ، وإذا كانت ايديولوجيته ونشأته لا تسمحان له بأن يكون جزءاً من التاريخ القومي الذي عاصرتُ جانباً منه وقد عشناه يوما يوماً وسجناً سجناً ومقالاً مقالاً ومظاهرة مظاهرة فهل له أن يقدم سطوراً في تغريدة على تويتر يذكرنا بأنه شارك في محفل وطني ؟ وإذا لم يكن الرجل لاجزءاً من تاريخنا القومي ولا من تاريخنا الوطني فهلّا يدلنا على تاريخ آخر له نجهله؟".

أحسب ان العلوي يعرف ما نعرف، بل أكثر مما نعرف، هو ان زميله النائب الحالي والوزير السابق ليس متفرداً في حاله أو وحيداً في وضعه داخل مجلس النواب، فحيثما تلفّت العلوي حوله تحت قبة البرلمان، يمنة ويسرة ووراءً وقدّاماً، اصطدمت عيناه بالعشرات على هذه الشاكلة، وحيثما جرّ خطاه بين ممرات القاعة ذات القبة تعثّرت أقدامه بالعشرات غيرهم من هذا النوع أيضاً.

ويعرف العلوي كما نعرف، بل أكثر مما نعرف، انه اذا ما انتقل من البرلمان الى الحكومة ومن الحكومة الى القضاء، وهذه هي السلطات الثلاث في دولتنا، سيختنق في زحام الذين لا تاريخ قومياً ولا وجود في محفل وطني لهم، فهم ليسوا إلا ممن تأخذهم "الحمية العالية للدفاع عن اللصوص"، وتمتد طوابيرهم طويلة وتتجمع حشودهم كبيرة في دواوين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة البرلمان ورئاسة مجلس القضاء الأعلى والقيادة العامة للقوات المسلحة والوزارات ومجالس المحافظات، أي كل الذين تتركز في أيديهم السلطة وتكمن في جيوبهم مفاتيح الحكم.

ما كان لنا أن نكون في محنتنا المتفاقمة هذه ومكابدتنا المتواصلة وخرابنا العميم ورِدّتنا الحضارية على مدى السنين العشر الطوال المنصرمة لو لم يتصدر المشهد هؤلاء، ولو لم تُوضع في أيديهم مقاليد البلاد وتُوكل اليهم مصائر العباد.

صبراً جميلاً شيخنا، فعند الفوران يطفح الزفر ومع المدّ يأتي الزبد.
صبراً جميلاً ، فانت العارف ان الزبد يذهب جفاءً، أمّا ما ينفع الناس فيمكث على الأرض.


المدى
العدد (2909) 5/10/2013

 

 

free web counter