| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 4/2/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

هل كانت مشكلة الأسد في الوقت؟

عدنان حسين

لنفترض أن ما تشهده سوريا منذ نحو سنة ليس حركة شعبية من أجل نيل الحرية وإقامة نظام ديمقراطي بعد نصف قرن من حكم قمعي استبدادي لنظام دكتاتوري شمولي .. لنفترض أن هذا الذي تشهده سوريا هو مؤامرة أميركية – إسرائيلية – خليجية - اخوانية في إطار مؤامرة أكبر اسمها "الشرق الأوسط الجديد" كما تقول دمشق وحلفاؤها القليلون.
ما الذي فعله النظام السوري لردّ كيد المتآمرين ؟ .. وما الذي فعله حلفاء النظام السوري القليلون لتمكينه من إفشال المؤامرة؟

في البداية أنكر النظام السوري وجود حركة احتجاجية على غرار ما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن، فهو اعتبر نفسه في مأمن من الربيع العربي. ثم اعترف بالحركة لكنه وصف الاحداث التي انطلقت من درعا بأنها من أعمال العصابات، قبل أن يضطر الى الاعتراف بأنها حركة شعبية وان من قُتل فيها شهيد، متعهداً بالتجاوب مع مطالب المحتجين بإصلاح النظام وإطلاق الحريات العامة والإقرار بالحقوق السياسية والاجتماعية التي طالبت بها الحركة الاحتجاجية المتسع نطاقها تدريجياً الى مختلف المدن والقرى.
مرت سنة تقريباً ولم يتحقق أي وعد بالإصلاح، ولم تسجل أي خطوة تفتح باب الأمل بالإصلاح، بل ان النظام في تعامله مع الحركة الشعبية كان يزداد سعاراً وهمجية يوماً بعد يوم وساعة بعد أخرى. والآن يُسجل كل يوم مقتل عشرات المدنيين على أيدي قوات النظام وشبيحته ... مدن بكاملها مُطوقة ومُستباحة بمختلف انواع الأسلحة والذخائر التي تدك البيوت على ساكنيها.
من جانبهم، لم يقدّم حلفاء النظام له النصح المطلوب لوقف التعويل على القوة المفرطة في قمع الحركة الشعبية، ومن أجل الاعتبار بمصائر الدكتاتوريين الذين أسقطتهم رياح الربيع العربي ... الحلفاء الإقليميون، من إيران الى حزب الله اللبناني الى حماس الفلسطينية، ظلوا يحرّضون النظام على القتل والمزيد من القتل، أما الحلفاء الدوليون فمتمسكون برفض اتخاذ أي إجراء دولي لوقف المجزرة، وبالدعوة الى إعطاء نظام الأسد "المزيد من الوقت للإصلاح".
بين الذين عوّلوا في البداية على "المزيد من الوقت" تركيا التي أدركت بعد طول صبر ان "المزيد من الوقت" يعني المزيد من القتل بوحشية للشعب السوري، فانضمت الى معسكر الداعين الى تغيير نظام الأسد وليس إصلاحه. بيد ان روسيا والصين تظهران قدرة عجيبة على التصديق بإمكانية ان يصلح نظام الأسد نفسه.
لو أراد بشار الأسد الإصلاح السياسي ما كان الوقت مشكلة، فهو يملك كل الصلاحيات التي تمكنه من فرض رأيه على حزبه ومؤسسته العسكرية والبدء بالإصلاح في غضون أسابيع من اندلاع الانتفاضة السورية في مهدها، درعا. ولو رغب حزب البعث في إصلاح نفسه ونظامه لاتخذ الخطوات الأولى في غضون أشهر على أبعد تقدير من دون أي مشكلة في الوقت، فما من أحد كان سيعارض قراراً كهذا أو يعمل ضده.
ليست مشكلة وقت، إنما بشار الأسد لا يريد الإصلاح وكذا حال حزبه.
 

المدى
العدد (2384) السبت 4/2/2012



 

 

free web counter