| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 4/9/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أمن العيد

عدنان حسين

ما زاد عن حدّه انقلب ضدّه.. والقيادات الأمنية، وفي المقدمة منها قيادة عمليات بغداد، تصرّ على زيادة إجراءاتها الأمنية عن حدّها على نحو مبالغ فيه برغم كل التصريحات التي يؤكد فيها المسؤولون أن الأوضاع الأمنية تتحسن والإرهاب يندحر بسقوط قادته وعناصره زرافات ووحدانا في قبضة القوات الحكومية.

لو كانت هذه الإجراءات قد أثبتت نجاعتها بمنع وقوع العمليات الإرهابية أو الحدّ منها بدرجة كبيرة لكان الأمر مبرراً ومقبولا، لكننا نجد أن الإرهاب لم يزل على حاله وعند مستواه. قد تقول قيادة بغداد وسواها من القيادات الأمنية انه لولا هذا المستوى المتشدد من الإجراءات لكان الإرهاب أوسع نطاقاً وأكثر فتكاً، ولكن لا دليل قاطعاً على هذا، فعمليات التفجير والقتل وسواها من الأعمال الإرهابية متواصلة، والإرهابيون يثبتون دائماً أنهم قادرون على الوصول إلى ما يريدون والقيام بما يريدون، والأخبار عن وقائع إحباط عمليات إرهابية مخطط لها أقل من أخبار العلميات المنفّذة بالفعل.
يكفي أن نشير إلى التفجيرات التي شهدتها عشر مدن عراقية منتصف الشهر الماضي وكانت بين أهدافها مؤسسات حكومية مهمة يُفترض أنها تتمتع بأقصى إجراءات الحماية، ثم التفجير في جامع أم القرى أواخر الشهر، وأخيراً عملية الهروب الكبيرة من سجن التسفيرات في الموصل.
أكثر هذه العمليات يحمل مؤشرات قوية على وجود اختراقات كبيرة داخل الأجهزة الأمنية من دونها كان من المستحيل تنفيذ هذه العمليات التي تتطلب وجود تواطؤ من داخل الأجهزة الأمنية نفسها.
أيام العيد كانت مناسبة أخرى للإجراءات الأمنية المشددة. ومن حيث المبدأ لا خلاف على هذه الإجراءات لتأمين الأجواء الملائمة لكي يعيّد الناس بأمان وفرح، لكن المؤاخذة هي على المبالغة التي جعلت من الوصول إلى أماكن العيد (في بغداد: متنزه الزوراء وكورنيش الأعظمية وشارع أبو نوّاس) أمراً شاقاً، فقد أغلقت قيادة عمليات بغداد الشوارع المؤدية إلى الزوراء مثلما أغلقت كورنيش الاعظمية وشارع ابو نواس، لكنها لم توفّر شوارع بديلة تسهّل وصول المعيّدين، وبخاصة الأطفال وعوائلهم، وكذلك سكان هذه المناطق، من دون مشقة.
شخصياً رأيت المئات من العوائل تعاني من الإرهاق وهي تسعى للوصول إلى مناطق كعلاوي الحلة والمنصور واليرموك، إذ كان عليها أن تقطع مسافة تصل إلى نحو كيلو مترين للحصول على وسيلة نقل. وبالطبع فان الحر الشديد ضاعف من المعاناة.
بالتأكيد لم يكن من الصحيح الإبقاء على شارع دمشق أو شارع أبو نواس أو كورنيش الاعظمية مفتوحاً أمام السيارات بكل أنواعها، ولكن كان يمكن مثلاً إغلاق جانب من كل من هذه الشوارع والإبقاء على الجانب الآخر(البعيد) مفتوحاً أمام حركة نقل محدودة تقتصر على وسائط النقل العام (الكيّات والكوسترات) وزيادة عدد أجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات، إلا إذا كانت قيادة عمليات بغداد مقتنعة، كما هو الاعتقاد السائد بين كل الناس تقريبا، بان هذه الأجهزة لا تنفع في شيء.
أسهل الحلول ليس بالضرورة أفضل الحلول، وإقدام قيادة عمليات بغداد على إغلاق شوارع ومناطق بكاملها في مناسبات الأعياد والزيارات والتظاهرات هو من نوع أسهل الحلول الذي يعكس عدم الاكتراث بالجوانب السلبية لهكذا حل.
 


العدد (2237) الأحد 4/09/2011






 

 

 

free web counter