| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 4/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

زيباري والنكتة السمجة

عدنان حسين

كانت نكتة سمجة للغاية تلك التي أطلقها أحد نواب ائتلاف دولة القانون متهماً وزيرين في الحكومة العراقية بتلقي رشوة مالية من حكومة الكويت أثناء زيارتهما البلد الجار على رأس وفد حكومي لمتابعة قضية ميناء مبارك الكبير الكويتي الذي قيل انه يضر بمصالح العراق.

هي نكتة سمجة لأنها مثيرة للقرف والغثيان من المستوى الضحل الذي انحدر إليه العمل السياسي في بلادنا بحيث تُوجه اتهامات بمثل هذه السخافة من دون أن يلقى مُطلقها ردعاً من قائمته التي تقود العمل الحكومي، في الأقل لأن ترهات من هذا النوع إنما تشمل بنتانتها الحكومة كلها، فإذا كانت الكويت قد تجرأت على تقديم رشوة إلى وزيري الخارجية والنقل، فذلك يعني أن معلوماتها عن الحكومة أنها رخيصة جداً، خصوصاً وان قيمة الرشوة كما جاء في الاتهام لا يتجاوز المئة ألف دولار، فهذا مبلغ لا يُغري حتى موظفاً بدرجة مدير قسم أو رئيس ملاحظين.
لا أعرف وزير النقل هادي العامري لكنني أستطيع بكل ثقة ليس فقط أن أبرئه من تلقي رشوة وإنما أيضاً من إمكانية أن يفكر أحد برشوته، بسبب مكانته السياسية في حزبه (المجلس الأعلى) ومنظمته (بدر) وتاريخه ووضعه الاجتماعي.
أما وزير الخارجية هوشيار زيباري فأعرفه جيداً.. أستطيع أن أزعم إنني وإياه صديقان مقربان.. عرفته منذ ثمانينات القرن الماضي وتوثقت بيننا علاقة منذ مطلع التسعينات في كردستان وفي لندن.
لا أريد هنا أن أدافع عن كاك هوشيار، فهو لا يحتاج إلى دفاع مني أو من غيري، ولا أجده في موقف يتطلب الدفاع عنه، ذلك أن ما قيل عن تلقيه مئة ألف دولار رشوة من الكويت لا يعدو كونه نكتة أقل ما يقال فيها إنها سمجة كما أسلفت كان على صاحبها أن يرفع من قيمتها إلى مستوى المليوني دولار أو الثلاثة في الأقل كيما تكون مدعاة للتأمل لبرهة.
في لندن كنت معتاداً على لقاء السيد زيباري أو مهاتفته بحكم عملي الصحفي وبحكم مسؤوليته هو في إطار حزبه (الديمقراطي الكردستاني) وفي المؤتمر الوطني العراقي. وفي أحد لقاءاتي معه بعد عودته ذات مرة من زيارة إلى واشنطن أخبرني كاك هوشيار بان إحدى الموظفات المسؤولات في الكونغرس ألحّت عليه أن يقبل هو وحزبه بموقف معين يريده البيت الأبيض والكونغرس، وقد رفض هو تلبية الطلب بعناد مقابل الإصرار من تلك السيدة التي لوّحت له بملايين من الدولارات من صندوق تحرير العراق (100 مليون دولار) الذي أنشأته إدارة الرئيس بيل كلينتون صاحب القصة الشهيرة مع مونيكا لوينسكي.. رفض زيباري العرض.. ألحّت السيدة الأميركية مهددة بعدم شمول حزبه بـ"بركات" الصندوق، فما كان منه إلا أن يقترح عليها توفير الملايين لنفسها وشراء كمية مناسبة من السيكار الفاخر بها!
هذا موقف واحد من مواقف عديدة أعرفها عن الوزير زيباري أقدّمه إلى صاحب النكتة السمجة ومن تداولها بعده.
 


العدد (2267) الثلاثاء 4/10/2011






 

 

 

free web counter